الملحق الثقافي- مفيد فهد نبزو:
أشعلتُ قافيتي يا قدسُ باللهبِ
وجئتُ من ثورة البركانِ بالغضبِ
طافتْ مجازركمْ، فالبطش ديدنكم
يا بنت صهيونَ جرِّي الذيلَ وانسحبي
ممرَّغٌ وجهُكِ المشؤومُ لطَّخهُ
عارُ الهزيمةِ من رأسٍ إلى ذنبِ
يا بنت صهيون لي وادٍ ولي جبلٌ
والذكرياتُ تراثُ الفنِّ والأدب
لي في الحقول بذورٌ كنت أنثرها
روَّيتها بدماء الجدِّ والتعبِ
لي من فلسطينَ حبَاتُ التراب معي
أغلى من اللؤلؤِ المنضود ِوالذهبِ
نبعُ الصخور الذي ينسابُ مغترباً
شلّالهُ من دماء القلب والعصبِ
بيَّارتي يا صباح النور ملهمتي
ليمونها ظلُّلتهُ كرمةُ العنبِ
زيتونةُ الدار خضراءٌ مباركةٌ
جذورها من جذور الأصل والحسبِ
لي في فلسطينَ أحبابٌ أسامرهمْ
عند المساءِ بصوت الناي والقصبِ
ما بين حيفا ويافا كمْ وقفتُ على
تلك الدروبِ ، وبين اللدِّ والنقبِ
ورحتُ أقرأ تاريخي على أثرٍ
من ألفِ عامٍ على أحجاره ِلقبي
إني ولدتُ مع الأزهار زنبقةً
حمراءَ أمستْ بلونِ الثورةِ الخضبِ
يا قدسُ يا لوعتي يا دمعتي انتفضي
على الغزاةِ، فما أحلاكِ إن تثبي
جارَ الزمانُ على أهلي فوا أسفي
وشردوهمْ بلا ذنبٍ ولا سببِ
وكانت الأرض تزهو في مواسِمها
واليومَ
ما بين سَفَّاح ٍ ومُغتصبِ
من آلِ صهيونَ كلُّ الأرض مَفسدةٌ
لايؤمنونَ سوى بالغدرِ والكذبِ
سيفُ اليقين جلاءُ الشكِّ مِقبضهُ
لكنَّ سيفَ عدوِّ الله من خشبِ
هم فجَّروا الحقدَ، هم من شرَّدوا فرحي
هم أرسلوا الموتَ للأطفال باللُّعبِ
هم زوَّروا القدسَ ، هم غنُّوا على جثثي
حتى طمى الخطبُ ويلات ٍ على الرّكبِ
لا تفرحوا واعلموا أنَّ الغيوم غداً
غيثا ًستولدُ بعد الموج بالسَحبِ
مجازرٌ لم تدعْ شيخاً ولا امرأةً
حتى الطفولة لم تسلمْ من العطب ِ
أبناءُ صهيونَ وحشُ الغابِ أصلهمُ
همْ سادةُ الغدرِ والإجرام ِوالشغب
ِيا قدسُ يا قبلةَ الأحرار يا أملي
إنَّ الأبيَّ على مرِّ الزمانِ أبي
غنَّيتُ في محنتي ، فالآهُ تخنقني
والقلب ينزفُ من جرحٍ ومن عَتبِ
متى سيجمعُ صوتُ القدسِ لهفتنا
في موقف ٍ صادقٍ يا أمَّةِ العَربِ .؟!.
متى سيجمعُ صوت القدس وحدتنا؟
لن يرجع الحق إلا وحدة العرب.
العدد 1167 – 14-11-2023