الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
أن أتضامن معك أن يجمعني شعور وجداني بك، وأتّحد مع قضيتك وأدعم موقفك، والتضامن مع القضية الفلسطينية التي تشغل العالم استنكاراً للإبادات الجماعية في قطاع غزّة، تفتح قريحة قضايا إنسانية تتصدّر مرّة أخرى، ومنها القضيّة العرقيّة في الدول التي تدّعي الحريّة والديمقراطية وتقبّل الآخر، كأن تقرأ في شريط إخباري تضامن»الناشطون السود وهم يحملون لافتات» التحرّر الفلسطيني هو تحرّر السود و»الصمت الأبيض هو العنف»، تضامناً وجودياً ووجدانياً، يدعو إلى التحرر من القمع والاستبداد والصراع، مضمونه مرٌّ في مجتمعات مضطهدة تتذوّق علقمه على مدار العام، وتجد في يوم التضامن وقتاً للتعبير عنه ونبذ كل ما تعانيه من ممارسات دول تدّعي الانفتاح تقولب التضامن على أنه يوم لتجييش التعاطف ليس إلا، كتخصيص يوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي تحييه الأمم المتحدة في ٢٩ من الشهر الحالي من كل عام، يوم ينشط فيه الحراك الثقافي وتعقد لأجله اجتماعات خاصة يُدلي فيها مسؤولون رفيعو المستوى في الأمم المتحدة وفي منظمات حكوميّة دوليّة وممثلون عن المجتمعات ببيانات بشأن قضيّة فلسطين، ويرتبط تاريخه بيوم تقسيم فلسطين إلى دولتين، إضافة إلى احتفالات تقام فيه، يوم تضامني لا يثار فيه جوهر القضيّة ولا الدعوة إلى التحرّر من براثن الكيان الإسرائيلي وإعلان فلسطين دولة عربيّة ذات سيادة، فأي تضامن هذا؟!.
في وقت خلق العالم الأزرق حالة تضامنيّة مؤثّرة علت فيها أصوات الأحرار حول العالم منذ اللّحظات الأولى من فيضان الدّم في قطاع غزّة مناشداً وقف الإبادات وإعادة الحق المشروع، رغم ممارسات القمع التي تمارسها بعض الدول خوفاً على مصالحها، فتقفل مواقع تواصلها الاجتماعي لتقمع الناشطين وتكمّ الأفواه في وجه تضامنهم.
العدد 1167 – 14-11-2023