الثورة – رفاه الدروبي:
ترك الفنان التشكيلي إسماعيل نصرة لريشته العنان ولاعبت أنامله الألوان في أربع لوحات بحجم صغير، ولوحتين ذات قياس كبير عكست الحياة اليوميَّة المعاشة بمآسيها وصعوباتها الحالية.
وتبدو لوحاته المعروضة في صالة عشتار محاولات مدهشة تسرد حكايات عبر أشخاص ورموز، تاركاً للمتلقي فكّ أحجياته، ما يمنح عمله قيمة جمالية وفلسفية مع دفع تجربته إلى تصورات ممهورة بحلم يأمل تحقيقه، ويظهر لنا الأمل بحالة شفيفة تبدو كوميض بسيط وكأنَّه بعيد المنال لكن يتركنا نتأمَّل بعمق معانٍ ومفردات موحية يطول التفكير فيها.
وفي حديثه لصحيفة الثورة أكَّد خريج قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق أنَّ الفنانين يُنتجون لوحاتٍ تعبر عن الواقع المحيط بهم، فتبدو من خلال مفردات يعكسها العمل، كرسم سمكة وجهها نحو أذن فتاة بقصد نقل أسرار لها، وإلى جانب الجدار شخص حزين، وطيرٌ يتحوَّل من لونه الأبيض المعبِّر عن السلام والمحبة والتآلف إلى لون أسود، لافتاً إلى أنَّه عمل على تقنيات لوحة طغى عليها اللون الأسود لكن بشيء بسيط من الأمل ظهرت بالألوان الخضراء والزرقاء وقليل من الأحمر.
كما أشار إلى لوحة أخرى مُؤلَّفة من مجموعة أطفال يجلسون في كهوف يحملون غصناً أخضر، ويتحوَّلون إلى ملائكة، بينما يُحيط بهم حوتٌ أسود ووحوش كثيرة، مُنوِّهاً بأنَّه يخترق المدارس في لوحاته ويتجوَّل بين الانطباعية والرمزية تارة والتعبيرية تارة أخرى.