هاني شاهين: الإذاعة أمّ الفنون.. فكيف لا أكون ابنها البار؟

الثورة – رنا بدري سلوم:

يوم الأربعاء عنده مميّز، يجتمع في الإذاعة مع أصدقاء الكلمة والصوت، مكان لا يملّه طيلة أعوام، لم يبرحه في أوقات السلم والحرب، اعتاد دوره المفضّل في برنامج “حكم العدالة” والذي حفظناه عن ظهر قلب، هو رئيس محكمته الفنان القدير هاني شاهين الذي لعب دوره لخمسة وثلاثين عاماً متتالياً، لم يغادر دمشق لأجله، فالإذاعة هي بيته الثاني، وركنه المحبّب.
مشواره الفنّي
رحلته مع الإذاعة بدأت منذ العام1960 حين شارك في برامج إذاعيّة منها “جزيرة المرح- سنابل الأدب- قطار رمضان- ساعة مع الساهرين- خزانة العرب- الجريمة والعقاب- ظواهر مدهشة- من الحياة- وبرنامج حكم العدالة” الذي يعد المحطّة السادسة له، ومن هنا بدأت العلاقة الروحيّة مع مطرقة خشبيّة، وصوته يعلو بالحّق، تأثّره في برنامج لم يكن عن عبث، بل يحمل في طياته رسائل  توعويّة وتربويّة، يتضمّن نصائح يقدّمها للمجتمع عن الجرائم وعقوبتها، قولبها، مؤلفها المحامي منيب هائل بقالب درامي ممتع، يلقي فيه الضوء على ما سيحل بمرتكبي الجريمة من عقوبة، البرنامج من إخراج الفنان الأستاذ محمد عنقا.
مؤثّرات صوتيّة
تحدّث الممثل القدير هاني شاهين في لقائه لصحيفة الثورة عن عمله في الإذاعة وعشقه لها، وما أضافت له وكيف أثّرت به أكثر من التلفزيون، معتبراً أن الإذاعة هي أمّ الفنون، قائلاً: الممثل الإذاعي عليه أن يتقن الدور الذي يقرأه ويؤديه بصوته أمام الميكروفون بكل مؤثراته الصوتيّة المرافقة من حركة خطوات أو صعود درج أو فتح باب، بعكس المشهد التلفزيوني أو المسرحي الذي يعتمد على الصورة ليوصل الممثل للمشاهدين كل ما كان عليه أن يوصله الممثل الإذاعي بصوته فقط، وإن حبّي الكبير للإذاعة التي أعتبرها بيتي الثاني هو لأنني في كل يوم ألعب دوراً مختلفاً عن اليوم السابق، في حين يقوم الممثل التلفزيوني بأداء شخصيّة واحدة في جميع الحلقات.
درب النجوميّة
تتبع هاجسه في التمثيل، اندفع منذ طفولته وراء عاطفته المرتبطة بالشاشة والصوت والمسرح، فكما صرّح “منذ الصغر أحبّ التمثيل وقد حاولت جاهداً وأنا في الإعدادية في ثانوية دمشق الوطنية أن أنتسب إلى الفرقة المسرحيّة التي كنت فيها فعينت رئيساً للفرقة وقدّمت فيها عدة أعمال عالميّة لشكسبير وبرنارد شو وفيكتور هيجو فقوبلت من المدير والمدرسين بالنجاح . وفي عام 1963 تعينت موظفاً في المصرف التجاري السوري بدمشق، إلى جانب مزاولتي للأعمال التلفزيونيّة والإذاعيّة والمسرحيّة والسينمائيّة. ولكي أتفرّغ لهذه الأعمال قدّمت استقالتي من المصرف في عام 1983وانتقلت بنفس رتبتي وراتبي إلى إذاعة دمشق حيث بقيت موظفاً فيها حتى عام 1990وقد شاركت بكل برامج إذاعة دمشق أثناءها ومنهم البرنامج الذي أحببته كثيراً لأنني وجدت في نفسي القدرة والكفاءة للعب دور رئيس المحكمة ثم قدمت استقالتي لأتفرّغ كليّاً إلى عالم التمثيل وإدارة الإنتاج.
مرونة زمنيّة
بعد مرور خمسة وثلاثين عاماً على برنامج “حكم العدالة”، كيف استطاع أن يكون مرناً يواكب العصر والانفتاح الفضائي والاجتماعي الذي نعيشه، مع تغيّر نوع الجرائم وأدواتها؟
برأي الممثل هاني شاهين أن برنامج “حكم العدالة” صورة مصغّرة عنّا ومرآة لحياتنا الاجتماعية وهو قريب كل القرب من كل فرد من الأسرة ليس في المجتمع السوري وحسب بل في الوطن العربي، وهذا رأي كل من يتابع البرنامج بشغف، قائلاً: لامست هذا بنفسي حين زرت مكاناً لبيع الكاميرات في المدينة المنوّرة وحين طلبت من البائع أن يريني إحدى الكاميرات وقبل أن يلتفت إليّ ليراني سمع صوتي فالتفت وقال “كمان هوه في حكم العدالة”.
كيف استطاعت الإذاعة أن تحافظ على جمهورها في ظل تعدد المصادر الإعلامية والدراميّة؟
باعتقاد الممثل شاهين أنه وبعد مرور أكثر من مئة عام على أول بثّ إذاعي لا يزال جهاز الراديو رونقه وأهميّته ودوره كوسيلة إعلاميّة مهمة في أنحاء العالم، ويشير إلى ما قالته المديرة العامة لمنظمة الأمم المتّحدة للثقافة والتربية والعلوم “اليونيسكو” في رسالة لها في اليوم العالمي للإذاعة الذي يصادف في الثالث عشر من شباط: “تُعد الإذاعة في الأوقات العصيبة والأحوال العسيرة المحفل الدّائم القادر على الجمع بين مختلف الأفراد والجماعات، وتظل في جميع الأحوال والأوقات، سواء أكنّا في طريقنا إلى العمل أم في مكاتبنا أم منازلنا أم حقولنا، وسواء أكنّا في زمن السلم أم الحرب أم في حالات الطوارئ، مصدراً مهماً للغاية للمعلومات والمعارف عبر مختلف الأجيال والثقافات”.
ويختم شاهين بالقول: يكفيها إذاعة دمشق أن تواكب أحداث العالم وتقدّم برامج تحاكي مشكلات وأحداث القرن وما استجد فيه من التكنولوجيا العلميّة والثقافيّة والأدبيّة والاقتصاديّة والسياسيّة بقوالب صادقه ومحكيّة باللغة العربية الفصحى التي يفهمها كل من أتقن اللغة العربية.

آخر الأخبار
توزيع المرحلة الأولى من المنحة الزراعية "الفاو" لمزارعي جبلة مشروعات اقتصادية للتمكين المجتمعي في ريف دمشق توزيع خلايا نحل ل 25 مستفيداً بالغوطة تنظيم محطات الوقود في منطقة الباب.. موازنة بين السلامة وحاجة السوق الوقوف على واقع الخدمات في بلدة كويّا بدرعا التربية: الانتهاء من ترميم 448 مدرسة و320 قيد الترميم قبيل لقائه ترامب.. زيلينسكي يدعو لعدم مكافأة بوتين على غزوه بلاده مخاتير دمشق.. صلاحيات محدودة ومسؤوليات كبيرة حالات للبعض يمثلون نموذجاً للترهل وأحياناً للفساد الصري... أكثر من 95 بالمئة منها أغلقت في حلب.. مجدداً مطالبات لإنقاذ صناعة الأحذية سوريا والسعودية توقعان اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار الأمم المتحدة: 780 ألف لاجئ سوري عادوا إلى وطنهم منذ سقوط النظام المخلوع فضل عبد الغني: مبدأ تقرير المصير بين الحق القانوني والقيود الدولية لصون سيادة الدول الولايات المتحدة تراقب السفن الصينية قرب ألاسكا إعلان دمج جامعة حلب الحرة مع جامعة حلب الأم.. خطوة لترسيخ وحدة التعليم العالي امتحانات تعويضية لإنصاف طلاب الانتقالي الأساسي والثانوي ساعتا وصل مقابل أربع ساعات قطع بكل المحافظات وزير الطاقة: الغاز الأذربيجاني يرفع إنتاج الكهرباء ويحس... صيف السوريين اللاهب.. قلة وصل بالكهرباء.. والماء ندرة في زمن العطش الخارجية السورية: المفاوضات مع "قسد" مستمرة في الداخل واجتماعات باريس ملغاة 40 ألف طن إنتاج درعا من البطيخ الأحمر خاصة الخضار الموسمية.. ارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية بحلب عصام غريواتي: استئناف خدمات غوغل الإعلانية بمثابة إعادة اندماج