التصحيح والمسؤولية المتجددة

الدكتور صابر فلحوط:

العالم يرتج من حولنا والقلق يجتاح أعصاب الناس وعقولهم وعواطفهم في معظم بقاع هذا الكوكب.
ويتلفت الناس إلى سورية العربية بإعجاب وإكبار حيناً وبغبطة حيناً آخر يتساءلون عن أسرار هذا الصمود الأسطوري والثبات على المبادئ والمنطلقات التي تنافس قاسيون رسوخاً ونصاعة واستمراراً، فلم تكن الحركة التصحيحية، بقيادة الرئيس الراحل المناضل حافظ الأسد فصلاً جديداً يضاف إلى كتاب ثورة آذار فيزيد في صفحاته وتوضيح بعض منطلقاته، كما أنها لم تكن إكساء لهيكل بناء الثورة مع ما في عملية الإكساء من مستلزمات الديكور ووسائل البهرجة اللافتة والزينة المؤقتة، بل كان انقلاباً جذرياً في مفاهيم الحكم والقيادة والإدارة والنظرة المستقبلية قطرياً وعربياً ودولياً كما كانت خلقاً مبكراً وخاصاً لمفاهيم منفردة في الديمقراطية التي تؤخذ منها الأمثولة ولا تأخذ من غيرها التقليد.
وحسبنا أن نشير إلى الإضافات الأساسية التي صنعتها الحركة التصحيحية لتعزيز بناء ثورة آذار وترسيخ منطلقات البعث على الصعيدين القطري والقومي فالإدارة المحلية ومجلس الشعب والجبهة الوطنية التقدمية ومفاهيم التضامن العربي ووحدانية العدو مع استبعاد كل هامشي وغير أساسي من المعارك والمواقف المتشنجة ضد الآخرين دون طائل كل هذه تعتبر فصولاً أساسية في كتاب ثورة التصحيح أو تصحيح الثورة.
وإذا كانت الثورات والحركات والانتفاضات التي تفجرها الأمم والشعوب لا تقاس بعمرها الزمني بل بتأثيرها الفاعل وقدرتها على تغيير أنماط السلوك والحياة ونظرة الناس إلى واقعهم ومستقبلهم وإيمانهم بقدراتهم الذاتية فإن أنصع إنجازات ثورة التصحيح تتمثل في حرب تشرين التحريرية التي تمكنت من إعادة الروح إلى جسد الأمة التي أصابها حزيران بالكسل والشلل والقعود الذي حسبه أعداؤنا أبدياً…!
فإذا كان التصحيح مبتدأ ثورة آذار الفعلي فحرب تشرين التحريرية خبرها اليقين وذروة إنجازاتها التي تتحدى المستسلمين والمفرطين والزاحفين على بطونهم لمحاولة مطاولتها، وإطفاء وهجها الذي يفضح هروبهم المخزي من بوابات القضية الخلفية تحت لافتات السلام المطعون في نسبة للعدل وفي عربات النظام العالمي الجديد الذي لن يكون فيه جديد سوى فتح الأسواق لبيع الكرامات العربية بالجملة والمفرق ويتساءل أصدقاء سورية العربية وأعداؤها على حد سواء عن القواعد الرواسخ التي تشيد بناء التصحيح وتجعل منه القلعة التي عز نظيرها في العالم الثالث بل في معظم بقاع المعمورة.
وعندما يقرؤون كتاب سورية المعاصرة يدركون أن عظمة سورية التصحيحية إنما تستند إلى:
قيادة متميزة لأول مرة في تاريخ الوطن الصغير تدرك أن الأقدار ساقتها لتكبر بالوطن ويكبر بها فتخلد بخلوده وتعتصم بصموده وتجعل من حدوده في الجغرافية حدود الأمة العربية في التاريخ.
تماسك الجبهة الداخلية النابعة من أصالة المواطن وصفائه وحرية القرار الوطني والقومي واعتزازه بتحمل التبعات والمسؤوليات وصبره على المصائب والنوائب والمحن وتقديسه لأهدافه القومية التي آمن بها والتي تهون دونها أقسى الصعاب وأقصى درجات التضحية والفداء.
وجود حزب عقائدي هو الضمانة الشعبية المتحركة والفاعلة لتعزيز التلاحم بين الشرائح الاجتماعية المختلفة وتصويب الرؤية وتصحيح مسار الرأي العام وتصليب الالتفاف حول مبادئه ومنطلقاته ورسالته القومية وقيادته التاريخية.
بناء قوات مسلحة آية في التماسك والالتزام بأهداف البعث ومنطلقات التصحيح وعظمة قيادتها وقدرتها على مواجهة الموج مهما طغى ومجابهة الخطوب مهما قست.
ويزداد التصحيح رسوخاً وشموخاً كلما استوى أكثر على نار التجارب والمحن والامتحانات وحسب التصحيح اختبارات تشرين ولبنان، وحرب الخليج، والصمود في معركة السلام التي تداعت فيها كل الذرى ليبقى قاسيون وحده يحدث الأجيال عن العروبة التي لن تموت برغم تقاطع سيوف الإخوة الأعداء فوق هامتها، وحسب الذين سيكتبون تاريخ سورية غداً الحديث عن عشرية النار التي خاضها الجيش العقائدي في مواجهة الإرهاب الدولي وتقديم التضحيات الغوالي ليبقى الوطن شامخاً يردد مقولة القائد المؤسس حافظ الأسد: (نحن أقوياء بمقدار ما نملك من الحرية، وأحرار بقدر ما نملك من القوة).

آخر الأخبار
تركيا: يجب دعم سوريا.. واستقرارها مهم لأمن وسلام أوروبا ترحيب عربي وإسلامي باعتماد الجمعية العامة "إعلان حل الدولتين "  ناكاميتسو تشيد بتعاون سوريا في ملف الأسلحة الكيميائية وتصف المرحلة الحالية بالفرصة الحاسمة  مشاركة وزير التربية والتعليم في البرنامج الدولي للقادة التربويين في الإمارات  "الخارجية" تُشيد بالمبادرة الأخوية لقطر والأردن بإرسال قافلة مساعدات إنسانية  مركز نصيب الحدودي.. حركة تجارية نشطة ورفع القدرة الاستيعابية  لقاء الرئيس الشرع مع قائد القيادة المركزية وباراك يفتح آفاق تعاون جديدة لمواجهة "داعش"  الرئيس الشرع.. الاستثمار بوابة الإعمار واستقرار سوريا خيار ثابت المولدة تحرم أهالي "الصفلية " من المياه.. ووعود ! مسؤول العلاقات العامةلحملة "الوفاء لإدلب" يوضح لـ" الثورة" موعد الانطلاقة وأهدافها الرئيس الشرع : سوريا لا تقبل القسمة ولن نتنازل عن ذرة تراب واحدة الرئيس الشرع  يطرح رؤيةً لعهد جديد: سوريا في مرحلة مفصلية عنوانها بناء الدولة بأغلبية ساحقة.. الجمعية العامة تتبنى إعلاناً حول حل الدولتين توافق دولي في مجلس الأمن على دعم التعاون السوري – الدولي لإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية اللجنة العليا للانتخابات: إغلاق باب الترشح وإعلان الأسماء الأولية قريباً الرئيس الشرع يستقبل الأدميرال تشارلز برادلي كوبر قائد القيادة المركزية الأمريكية دخول 31 شاحنة مساعدات إنسانية أردنية قطرية عبر مركز نصيب ترحيل القمامة والركام من شوارع طفس "التربية والتعليم": قبول شرطي للعائدين من الخارج وزيرة الشؤون الاجتماعية: مذكرة التفاهم مع الحبتور تستهدف ذوي الإعاقة وإصابات الحرب