ليس بمقدور الكيان الصهيوني أن يفخر سوى بأنه الكيان الهمجي المدمر، وبطولاته المخزية هي إبادة الأطفال والنساء، وسجله في المنطقة شاهد على استحقاقه الحصول على الوسام الأسود الأكبر بتاريخ الجنس البشري في تدمير المقدسات الدينية والتاريخية، وإزهاق أرواح الأبرياء، وحرمان المدنيين من مقومات الحياة، وحرمان الشهداء من الأكفان والمدافن، وحرمان الجرحى من إنقاذهم وإسعافهم، والتمسك بحياتهم.
“إسرائيل” الكيان الجزار والجلاد بالرغم من أنه أعد العدة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً لقتل الضحية، وهو يعد الحلفاء لمجازره وفي مقدمتهم أمريكا بنصر سريع على أصحاب الأرض والتاريخ، فشل الكيان في كل ذلك وسيدخل التاريخ العسكري في أقسى هزيمة ضربت أركانه وهزت وجوده.
لقد سقط رهان أمريكا والغرب على منطق الإبادة الإسرائيلي الصهيوني الحاقد الذي قام به الكيان، والذي قابله منطق الصمود البطولي الذي سجلته المقاومة، وفلسطين اليوم تلقى تعاطف العالم معها في محنتها وصبرها ضد آلة القتل متعددة الجنسيات.
تظاهر آلاف الأشخاص في كل مكان، حتى في الولايات المتحدة وكندا لوقف العدوان الإسرائيلي ومجازره على غزة، وكانت الحشود في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية تزامناً مع انعقاد منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ ابيك، والمطالبة صاخبة ومدوية بوقف المجازر التي يمارسها الاحتلال في غزة ودعم فلسطين، وهذا أمر له مدلولات كبيرة، فالمظاهرات في قلب دول هي حليف وجليس لكيان الاحتلال.
العالم في مخاض نحو ولادة جديدة، ومهما حاول أعداء المنطقة تحويل بلدانها المقاومة لثقوب سوداء يستنزفون مقدراتها وقوتها ويستجلبون إلى ترابها جميع أدواتهم القاتلة والمدمرة، فالفشل الذريع ينتظرهم في طرقاتها وسماواتها المقاومة، ومن الواضح أن نتنياهو استعجل قطف ثمار حقده وأطماعه السياسية والعسكرية، فكان حصاده الخزي والعار والهزيمة على أبواب غزة.
منهل إبراهيم