الثورة – عمار النعمة:
لاشك أن الموسيقا غذاء الروح والفكر والوجدان, نعيش معها في فرحها وشجنها لتأخذنا إلى عالم آخر حيث السعادة وخلق لحظة الفرح, تناغي شغف القلوب, تداعب خلجات الروح, فهي الحب والسكينة والسلام.
على مدى ساعة ونصف من الزمن، كانت أمسية موسيقية ممتعة في تفاصيلها لدرجة أنها لامست وجداننا وعقولنا، فذهبنا معها لنشعر بالجمال والدفء الروحي والجسدي ولتخبرنا بأن الموسيقا وحدها مع الكلمات لا تموت.
الأمسية أحياها كورال واوركسترا “اربا” بقيادة الموسيقي جميل بيطار بعنوان “صرخة سلام” رحمة لأرواح الشهداء والمتألمين، والتي جاءت بالتعاون بين وزارة الثقافة وبطريركية الروم الملكيين الكاثوليك ومطرانية حلب المارونية.
الأمسية التي أقيمت في كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك “كنيسة الزيتون” في دمشق القديمة، لم تكن الأولى بل كانت حاضرة في العام الماضي ومع بداية الشهر الحالي في مدينة حلب, حيث حملت معها مكونات الجمال الإنساني.
أدت الأوركسترا في الأمسية برفقة ما يقارب 20 مغنياً ومغنية صلوات وأناشيد متعددة ترجمت مضمون الأمسية ورسالتها في الصلاة والسلام وسط الحرب الظالمة التي تتعرض لها بلادنا وأرضنا المقدسة, فقدمت يا رب ارحم واكتب وصاياك في قلوبنا– من أجل البشرية– من معنا في محنة الموت – يا جميع عابري الطريق انتبهوا وانظروا – اسمعوا أيها الناس جميعاً وانظروا إلى ألمي ..الخ.
يذكر أن فرقة أربا هي مجموعة من الموسيقيين والمغنين، تأسست عام 2021 بقيادة الموسيقي جميل البيطار، حيث يقدم الكورال الأعمال الغنائية الكلاسيكية من عصور عدة أهمها الباروك، والتي تؤديها أربع أصوات بشكلها الملتزم, كما يسعى بدوره لنشر ثقافة هذه الموسيقا محلياً وعالمياً.
بدأت الفرقة أولى مشاركاتها عام 2021 باحتفالية إضاءة كاتدرائية مار الياس المارونية باللون الأحمر، في صلاة على نية جميع المتألمين في بلدنا.