بين المستديرة والاقتصاد

لم يخرج الأداء والنتيجة المخيبة والقاسية لمباراة منتخبنا الوطني للرجال مع نظيره الياباني أمس ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم عن دائرة الوضع العام الذي نعيشه، لابل إن البعض ممن أصر على إشاعة حالة التفاؤل بأن رجال منتخبنا سيقدرون هذه المرة حاجتنا الماسة لسرق لحظات فرح، نعم لحظات تنسينا واقعاً اقتصادياً ومعيشياً صعباً كانوا أكثر من انتابهم شعور الخذلان.

في كل مرة نشهد تجربة خوض منتخبنا الكروي الأول لأي استحقاق دولي أوعربي تحكمنا العواطف وكأنه بالدعاء وحده يحقق شيء ويغيب عن ذهننا أن كرة القدم كما أي مشروع أو برنامج تحتاج لخطة واضحة تنفذ خطوة خطوة تأخذ بعين الاعتبار إمكانات ومقدرات الطرف الآخر والتحديات الطارئة وتوظف بنود الخطة وفقها، وهذا ما كان واضحاً لدى الفريق الخصم فمدرب المنتخب الياباني كان طوال المبارة يمسك بدفتر وقلم يسجل فيه ملاحظاته على أداء فريقنا وتعامل معها بخطته المحضرة وبعد دراسة الملاحظات اعتمد على خطة أخرى ظهرت باعتماد التسديد من خارج منطقة الجزاء وحصد ما يريد، ولا يغيب هنا أهمية التدريب المستمر الذي يوصل لتراكم الخبرات وعندها يمكن أن يسجل ميدان العمل نتائج جيدة ودون ذلك سنحصد تلك النتيجة القاسية ولا يفترض بنا ألا نفاجئ أبداً بها بل هي طبيعية وتعكس الواقع السيئ لرياضتنا باستثناء طبعاً بعض الألعاب الفردية.

حال الرياضة لدينا كحال الاقتصاد والصناعة والزراعة وغيرها من الملفات تسير دون هدى وتغرق في التجريب ويغيب عنها الخطط والبرامج الزمنية المفترض متابعتها وتقييمها لمعرفة ما تحقق ونتائجه ودراسة أسباب عدم التنفيذ بهذا القطاع أو ذاك لتلافي أي ثغرات في الخطة الموضوعة أو حتى إن كان الوضع يحتاج لتبني خطة بديلة تكون جاهزة للتنفيذ بما يتطلبه الوضع الحالي، وهو وضع صعب ويواجه تحديات وصعوبات يرتبط بعضها بعوامل خارجية ولكن لابدّ من الاستمرار بالعمل وتقديم المبادرات والحلول المتوافقة مع كل حالة.

باختصار نحن بأمس الحاجة للعمل من خارج الصندوق النمطي الذي اعتدنا العمل فيه، لا بل نسف هذا الصندوق لأننا لم نجنِ من خلال سياسة تقليدية وغير مبتكرة نفذت لمعالجة العديد من الملفات والأزمات الاقتصادية إلا الخسارة وتراجع الأداء ومستوى الخدمات المقدمة للمواطن.

وبالعودة للكرة نعم وصول منتخبنا لنهائيات كأس العالم مهم مادياً كون المنتخبات المتأهلة تحصل على أموال لا شك تعود بالنفع على اتحاداتها ومعنوياً وهو الأهم رفع علم سورية وعزف نشيدها الوطني في المحافل الدولية مع كل ما يزرعه ذلك في النفوس من فخر واعتزاز وفرح، وهذا ما نشهده خاصة عند جالياتنا في الاغتراب التي تحضر بقوة عند كل استحقاق.

آخر الأخبار
خطط لإعمار المدارس وتأهيلها "سويفت" طفرة استثمارية... لا يُدار بكبسة زر مستشار هندسي يطرح حلولاً عملية كخارطة طريق إلى التنمية المستدامة 25 جراراً من مؤسسة حمد بن خليفة لدعم قطاع الزراعة الدولار يواصل التذبذب في دمشق (سوريا الحلم) ليست بعيدة.. ومرحلة النهوض الشاملة قادمة تخصيب اليورانيوم.. عقدة المفاوضات الأميركية-الإيرانية "أوبزيرفر": لقاء الرئيسين الشرع وترامب ليس مجرد رمزية من الوزن الثقيل The NewArab: بنوك سورية تنتظر تفعيل رموز "سويفت" لتعود إلى السوق العالمية "سويفت" يعيد تموضع الاقتصاد السوري على الخارطة.. اكريم لـ"الثورة": نتائج أولية خلال ٣ أشهر جمعية الصحة العالمية: تعاون دولي لمواجهة قضايا حيوية رمال السيليكا.. كنزاً استراتيجياً صامتاً. تحركات استثمارية للاستفادة من احتياطات ضخمة ذات نقاوة عالي... من قطيعة إلى فرصة.. كيف أضرّ نظام الأسد بالعلاقة الأميركية-السورية؟ الشيباني : خطوات عملية لحل ملف الموقوفين السوريين في لبنان اجتماع تركي-أميركي في واشنطن غدا لبحث تحقيق استقرار سوريا "نكبة فلسطين.. تسرد حكاية" شعب مشرد ينشد وطناً مآثر ومراثي علّامة الأدب القديم الدكتور محمد شفيق البيطار في ذكرى رحيله الياسمينة المنسية .. نازك العابد.. امرأة قاومت بالكلمة والبندقية خزان "تل المصطبة" يؤمن المياه لقاطني جنوب دمشق  م. درويش لـ "الثورة": خط كهرباء معفى من التقنين.... فضاءات للراحة تحولت لكابوس حديقة الطلائع في طرطوس.. من أكلها الإهمال أم الفساد ؟