كتوقيع في لحظة انتقام، ولكنه ترك مهانة لا تُنسى، يبدو ضجيج عالمنا الافتراضي، لا نهائيته في لحظة تبدو كعلبة ضيقة أحكم إغلاقها.
بطواعية مطلقة تتعاطى الحشود مع العلبة على أنها أعظم اختراعات البشرية، بالفعل إنه اختراع راقنا واعتمدناه لتمضية أوقاتنا، دون أدنى امتعاض تمر حياتنا ونحن نجلس قبالة شيء ما، بانتظار فعل مهم، نتوقع القيام به دون مجهود ونحن نتابع كل هذا الاستسهال.
هل نستمتع بما نشاهده، أم أنهم يجنون المال من مشاهداتنا، ونحن قانعون…الانطباعات الحالية مع انتشار منصات تومي إليك بقناعتهم أنهم يفعلون شيئا قيماً، تحتار هل فعلا أنت تعاني الضلال…؟
بعيداً عن الأحكام والانطباعات الشخصية، نراهم داخل العلبة، ونرى أنفسنا ونحن ننطلق نحو فكر مختلف اعتدناه، ومدن نحفر عبرها ذكريات لا تنسى، ولكن ألا يتيح لهم الثراء المفاجئ الذي يهبط عليهم وهم يتمسكون بمنصاتهم ليلَهم ونهارَهم، يرسلون لنا بثهم المباشر بشتى الثرثرات، كل شيء…؟
ومع كل هذا الانتشار والشهرة هل يهم سوى رأي الشركات التي تسارع لضم أي يوتوبير ترى أنه مشروع نجم، وسرعان ما تستهلكه لتشغل الجماهير بغيره.
إنه زمن متغير، ولا تقبل فيه الأحكام، وهو يسير بقوة ساحباً في طريقه جيلاً، يحاول بكل ما أوتي من قوة إغراقه في علبة نراها ملتهبة ويرونها مصدراً للثروات والشهرة السريعة، ثمة لحظات تمر في حياتهم وهم داخلها لا يعادلها أي متعة، خاصة مع صغر أعمارهم وطراوة عودهم.
رفع الغطاء عن العلبة وانسحابهم إلى أماكن أو انشغالات أخرى لا نعرف ماهيتها بعد، و الأمر لن يكون بأيديهم، بل بيد كل تلك الشركات التي تعمل في الخفاء، ولا ندري من يمولها بكل بسخاء، يحجبه عن قطاعات تدعو إلى إمعان التفكير، ربما خوفاً من التمرد على العلبة…!
