ربما نحن في سوريا حالة خاصة، على الأقل في المحيط الواسع الذي أتعاطى معه والذي يضم مختلف الشرائح لم تلفت نظرهم لعبة “لابوبو Labubu” ولم تصبح “ترينداً” هو أمر من بعيد يثير الاستغراب، ولكن حين نحلل الظاهرة وأسبابها عن قرب وكيف لم نتأثر بانعكاسها مع غيرها من “التريندات” التي تداهم المجتمعات الاستهلاكية، قد يصبح من السهل فهم السبب.
اعتبرها البعض ثقافة ترفيهية، بعضهم حذر من حضورها المتزايد في حياة جيل شاب، ولكن التعاطي الذكي من قبل منتجي هذه العلامة التجارية جعلهم يكسبون أكثر من أربعة مليارات دولار.
لكن كيف حفزوا الطلب على اللعبة..؟
من خلال جعل بعض المشاهير مثل نجمة “بلاك بينك” ليسا، والمطربة ريهانا، فبعد ظهورهن على مواقع التواصل الاجتماعي وهن يحملن اللعبة، كقطة إكسسوار على الحقائب، بات المشاهير يتسابقون لاقتنائها بأسعار خيالية، رغم أنها مجرد شخصية كتب مصورة ضمن سلسلة “الوحوش The Monsters” سنة 2015، من إبداع الفنان الصيني المقيم في هولندا كاسينغ لونغ.
بغض النظر عن الطريقة التسويقية التي تم اعتمادها كالصندوق الغامض، وتقييد الإصدارات بحيث يبدو من يقتنيها وكأنه اقتنى لقية ثمينة، إضافة إلى تدوير بيعها بأسعار غالية جداً.
في بلدنا وبعد كل ما عانيناه، كأن لدينا حالة من المناعة من الانجراف خلف الموضات العالمية والتعلق فيها دون فهمها لمجرد التقليد والتبعية.
كأن شخصياتنا تطورت على مهل، بصمت مريب حد الفجيعة، من منا لا يحمل ندوباً في روحه، وجروحاً لا تشفى ما حيينا، بعد كل ما عانيناه، ولكننا لم نجعل تلك المعاناة تصيبنا في مقتل، بل كان مثلنا ذلك الحصان الذي حاولوا ردمه بعد أن كبر في السن، فارتقى فوق الحجارة وجعلها مجرد بداية جديدة.