الثورة – فاديا هاشم:
على الرغم من أن ظاهرة التسول قديمة، لكنها حالياً تأخذ أشكالاً جديدة، ومصدر إزعاج للكثيرين.. واعتدنا كل يوم على مشاهدة هذه الظاهرة في الحدائق العامة وتقاطعات الطرق والأسواق والمجمعات التجارية وغيرها..
فمنهم من يدعي الجوع، وأنه يرغب في الحصول على المال، فيضطر بعض الناس إلى إعطائه المبلغ الذي يريد وأكثر، وآخر يدعي الإعاقة، ولاسيما النساء اللواتي يحملن أطفالاً في أعمار أقل من سنة، ويدعين مرض الطفل وبمزيد من استجداء التعاطف للحصول على مال أكثر.
ومع المساعدات الدائمة والعون الكبير للمحتاجين من الأسر المتعففة والأيتام من قبل المؤسسات الخيرية، إلا أنه يلاحظ انتشار هذه الظاهرة بأساليب مختلفة غير مريحة وتثير القلق على واقع المجتمع.
الضحية الأكثر تضرراً في التسول الطفل، سواء كان من الأسرة التي تمتهن التسول أو كان مستأجراً مقابل بعض المال، وهنا يتعمد الكبير بها الابتزاز إلى حد الاحتيال، والكثير منهم من أصحاب أموال وعقارات وأراض، ومع ذلك لا يتورع بعضهم عن التسول، ربما أصبحت مهنة ووظيفة لهم، ولا تحتاج إلى شهادات ولا حتى تقاعد نهاية خدمة، فالمجال مفتوح أمامهم لكسب أموال أكثر.
مع كل ذلك فلا بد من ملاحظة أن هذا لا ينفي وجود متسولين محتاجين بالفعل إلى تلك الصدقات والحسنات.
وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقت “الثورة” الباحثة الاجتماعية عنان الحمد التي أوضحت أن تفشي هذه الظاهرة تعود بحجة سوء الأوضاع الاقتصادية، مما دفع البعض إلى اللجوء إلى الشارع من أجل سد احتياجاتهم، ويعلم الجميع أن الشعب السوري معروف بالتضامن والتعاطف مع أخيه الإنسان، ولكن هنا الأمر خرج عن السيطرة إلى حد ما.
وأشارت إلى أن ارتفاع نسب الأطفال المشردين زاد وله تأثيره السلبي على المجتمع، ولابد بالتالي من مكافحته واجتثاثه من المجتمع لما يشكله من مخاطر ومظاهر سيئة كل السوء، وتسبب النفور والقلق لكثرة مشاهدتنا لها.
ودعت الحمد أفراد المجتمع بتوجيه أموال زكاتهم وصدقاتهم لصندوق الزكاة والجمعيات الخيرية لتقوم بتوصيلها إلى مستحقيها بدلا من إعطائها لمن لا يستحقونها وألا تأخذهم العاطفة والرأفة بأولئك المتسولين.