الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
«أيّ كاتب عاقل لا يمكن له أن يفكّر ويكتب من أجل الفوز بالجائزة، فهي مجرّد فعل اعتراف يدل على أن المجهود المبذول له صدى ليس عند القارئ العادي بل القارئ المخّتص، من هنا تتجلى قيمة الجائزة التي يجب أن تلعب دوراً تدعيمياً وأن تتحوّل إلى رمز صادق» رؤية الكاتب الجزائري واسيني الأعرج في الجّوائز الأدبيّة في محلّها، فرغم قلّتها إلّا أنها تعزّز الجانب الإبداعي ليدور في الفلك العربي ثم العالمي، وإن أغلب الجوائز الأدبيّة المحليّة والعالميّة تحمل أسماء أدباء مبدعين في عالم الثقافة والأدب، وهو ما يجعل الإبداع سلسلة متّصلة مترابطة جيلاً بعد جيل، ولكن من ناحية أخرى يوجّه البعض ممن لم يحصل على جوائز أدبيّة أصابع الاتهام إلى مانحي الجوائز، مقارنة بالجوائز التي تمنحها لجان التحكيم في العالم، كاعتبارات العلاقات الشخصيّة والارتزاق والمساومة من وراء تلك الجوائز بداعي الشهرة واستقطاب دور النشر، رغم ضعف المكافأة المالية الممنوحة مقارنة بالجوائز العالمية كجائزة «نوبل» التي تمنح الفائز مليون دولار والكاتب العربي الوحيد الذي حصل على الجائزة آنذاك الأديب نجيب محفوظ، وبالعودة إلى كتّابنا المشاركين في الجوائز المحليّة والذين لم يسعفهم الحظ في الفوز فإن جلّ همهم أن يمنحوا «جوائز ترضية» وهي طباعة منتجهم الأدبي المشارك وتسويقه من قبل الهيئة المسؤولة، نوعاً من تشّجيع الأقلام الواعدة في عالم الأدب الذي يحكمه التسويق والانتشار ولاسيما في العالم الفضائي، فالكثير من دول العالم المتحضّر منها فرنسا مثلاً يزيد عدد الجوائز عن 1500 جائزة سنوياً، تفتح أبواب المشاركات للجميع والكل راض، من ثم يترك التحكيم للقارئ ونجاح المنتج الأدبي المقدّم أو إخفاقه، ذلك نوع من تشجيع الإبداع والابتكار رغم اختفاء الكثير من الكتّاب كفقاعات صابون لا وزن لها في عالم الأدب، لذا على كل مبدع أن يقرأ للآخرين حتى التخّمة مرّات ومرّات ويعود لكتابة ذاته فيقيّمها حينها سيكون حتماً هو الفائز ولا حاجة له لجوائز ترضية!.
العدد 1169 – 28-11-2023