ترحيب دولي واسع برفع العقوبات : بداية لإعادة الإعمار وتعزيز الأمن

الثورة – ناصر منذر
رحبت العديد من الدول الأجنبية والعربية بقرار الاتحاد الأوروبي، رفع العقوبات عن سوريا، مؤكدة أنه خطوة إيجابية في مسيرة بناء الدولة السورية الحديثة، وتحقيق تطلعات شعبها نحو الاستقرار والازدهار، مبدية استعدادها للتعاون مع القيادة السورية للمساهمة في إعادة بناء سوريا جديدة وموحدة.
وفي هذا الإطار، رحب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون في منشور اليوم، عبر منصة X، بإعلان الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا في قطاعات رئيسية مثل الطاقة والمصارف. معربا عن تقديره لتحرك الاتحاد الأوروبي السريع وفقاً للخطوات السابقة، مؤكداً أهمية القرار الذي اتخذه الاتحاد في دعم الشعب السوري في سعيه لبناء مستقبل شامل وسلمي وعادل.

استعادة طريق الازدهار

وفي باريس، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية دعم باريس الكامل للقرار التاريخي برفع العقوبات الاقتصادية الأوروبية عن سوريا، والذي يمثل ترجمة ملموسة للالتزامات المأخوذة تجاه الحكومة السورية لدعم إعادة الإعمار الاقتصادي للبلاد.
وقالت الوزارة في بيان نشرته على موقعها، ونقلته “سانا”: إنّه “منذ سقوط نظام بشار الأسد، كانت فرنسا دائماً في طليعة المبادرين لتعديل سياسة العقوبات الخاصة بالاتحاد الأوروبي تجاه سوريا، ويجب أن يسمح هذا القرار الأوروبي لسوريا والسوريين باستعادة طريق الازدهار، بعد أقلّ من ستة أشهر من بداية الانتقال”.
وأشارت الوزارة إلى أن هذا القرار الأوروبي يأتي ليُذكّر بالالتزام المستمرّ للاتحاد الأوروبي الذي وقف منذ عام 2011 إلى جانب السوريين الذين كافحوا من أجل حريتهم وكرامتهم، وفي هذا السياق، تم آنذاك فرض عقوبات على عائلة الأسد وداعميها والقطاعات الاقتصادية التي كانت تضمن بقاء نظام همجي، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء كانوا على مدار السنوات الخمس عشرة الماضية، من أوائل مقدمي المساعدات الإنسانية إلى سوريا والشعب السوري.
وختمت الوزارة بيانها بالقول: “إن فرنسا تؤكد استعدادها للتعاون مع السلطات السورية للمساهمة في إعادة بناء سوريا جديدة، سلمية وتحترم تنوعها، بعيداً عن أي تدخل أجنبي ضار”.

إعادة البناء والاعمار

وفي السياق ذاته، رحّب وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي بالقرار الأوروبي.
وأشار إيدي في تغريدة له عبر منصة X إلى أن بلاده ترحّب بقرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، والذي دعمته النرويج منذ فترة طويلة، مؤكداً أنّه “يجب منح حكومة الرئيس أحمد الشرع والشعب السوري الفرصة لإعادة بناء سوريا وتوحيدها”.
كما رحب السفير الإيطالي لدى دمشق ستيفانو رافانيان بالقرار، مؤكداً استعداد بلاده لدعم عملية إعادة الإعمار.
وقال رافانيان في منشور عبر منصة “إكس”،: “فخور كأوروبي بقرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وفخور كإيطالي بالمساهمة القوية التي قدمتها إيطاليا لهذا الإنجاز”.
وأضاف: “نتمنى كل التوفيق لسوريا في المرحلة الجديدة التي تفتح الآن، ونحن على أتم الاستعداد لدعم عملية إعادة الإعمار في جميع المجالات”.
من جانبها، أعربت السفارة البولندية في دمشق بمنشور لها عبر “إكس” عن ترحيب بولندا بقرار الاتحاد الأوروبي.
وقالت السفارة: “دعمنا دائماً رفع العقوبات عن سوريا، بعد سقوط النظام السابق، ونأمل أن يوفر ذلك المزيد من الاستقرار والأمن للشعب السوري، ويمثل بداية لإعادة إعمار البلاد”.
وفي أنقرة، رحب نائب الرئيس التركي جودت يلماز برفع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على سوريا.
وقال يلماز في منشور على حسابه بمنصة “X”، كما نقلت وكالة أنباء الاناضول التركية: إن “القرارات التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات عن سوريا هي خطوات إيجابية للغاية”.
واعتبر يلماز أن استمرار هذه العقوبات التي فرضت في السابق على النظام الاستبدادي السابق سيتحول إلى عقاب للشعب السوري البريء وعائق أمام عملية إعادة إعمار سوريا، وأكد استمرار تركيا، دعم استقرار الشعب السوري وازدهاره.
من جانبها رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بقرار رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، مؤكدة استعداد أوروبا للعمل معها على مسار التعافي.
وقالت فون دير لاين، في تغريدة عبر منصة X اليوم: أرحب بقرار رفع العقوبات عن سوريا، ومسار التعافي لا يزال طويلاً، لكن أوروبا مستعدة للعمل مع سوريا على طول هذا المسار.
وأبدت رئيسة المفوضية الأوروبية الرغبة بأن يكون الأوروبيون شركاء في نمو سوريا إلى جانب حلفائهم في المنطقة وخارجها.

خطوة إيجابية

عربياً، رحبت البحرين بالقرار الأوروبي, مبينة أنه خطوة إيجابية في مسيرة بناء الدولة السورية الحديثة، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق نحو الاستقرار والازدهار.
وذكرت وكالة “بنا” أن الخارجية البحرينية جددت موقف المملكة الثابت والداعم لوحدة سوريا وسيادتها وأمنها واستقلالها، ومساندة جهودها في التعافي وإعادة الإعمار، وترسيخ السلام والتنمية المستدامة، واستعادة دورها الفاعل في محيطها العربي والإقليمي والدولي.
وفي الرياض, رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي بقرار رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا, معربا عن تطلعاته بأن يمثل هذا القرار خطوة جوهرية نحو رفع المعاناة المتفاقمة عن الشعب السوري.
وأضاف إنه يأمل أن يفتح هذا القرار آفاقًا جديدة لبدء مرحلة من التعافي وإعادة البناء، تقود إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، وتحقيق مستقبل مزدهر للجمهورية العربية السورية وشعبها الكريم.
بدورها, رحّبت رابطة العالم الإسلامي في بيان نشرته على موقعها الالكتروني، بقرار رفع العقوبات, وثمنت هذه الخطوة المهمة من الاتحاد الأوروبي في سبيل دعم استحقاق سوريا للمضي نحو مستقبلها الجديد ومسيرتها الواعدة التي تمثّل أمل الشعب السوري العزيز بطموحه الكبير.
من جهة ثانية، أكد وزير الطاقة والمياه اللبناني جو الصدّي أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقرار الأوروبي برفع العقوبات عن سوريا؛ سينعكس إيجاباً على لبنان في مختلف الصعد، وخصوصاً على صعيد الطاقة والنفط.
وقال الصدّي في تصريحات لوكالة الأناضول التركية: “إن رفع العقوبات عن سوريا سيسهّل استجرار الطاقة والغاز عبر سوريا من خلال خط الربط مع الأردن”.
ولفت الصدّي إلى أن لبنان يسعى لإنشاء معمل حديث لتوليد الكهرباء يعمل بالغاز بدلاً من الفيول الثقيل، وبالتالي فإن هناك بحثاً لكيفية تشغيل خط أنابيب النفط من العراق إلى لبنان عبر سوريا أيضاً.
وكانت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قد أعلنت يوم أمس موافقة وزراء خارجية التكتل على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا, وقالت في منشور لها على منصة “إكس” نقلته رويترز: “نريد مساعدة الشعب السوري في إعادة بناء سوريا جديدة تتسم بالشمول ويعمها السلم”.
وقد رحبت سوريا، على لسان وزارة الخارجية والمغتربين بالقرار التاريخي الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي والقاضي برفع جميع العقوبات الاقتصادية المفروضة خلال حقبة نظام الأسد.
وقالت الوزارة أمس، في بيان نشرته عبر قناتها على تلغرام: يمثل هذا التحول لحظة مفصلية وبداية فصل جديد في العلاقات السورية – الأوروبية، يقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

آخر الأخبار
الجرائم الاقتصادية في سوريا.. تخطيط مسبق ومشهد قاتم للاقتصاد السوري خبير اقتصادي لـ"الثورة": الاقتصاد الإسلامي وصفة مهمة لعالم شديد التنافس أنور قرقاش: المحور الاقتصادي كان في صلب لقاء الرئيس الشرع والشيخ محمد بن زايد اتفاق سوري-أردني على توزيع عادل لمياه حوض اليرموك مشاركون بـ"سيربترو 2025" لـ"الثورة": تطوير العمل بالتقنيات الحديثة لمواجهة التحديات تضامن عربي ودولي مع سوريا لمواجهة كارثة الحرائق ترميم مركز صور الصحي في درعا بصرى الشام تنفذ حملة نظافة ومطالب بتحسين الواقع الخدمي حملة نقابة صيادلة طرطوس لمحاربة دخلاء المهنة (المتصيدلين) "تجارة وصناعة اللاذقية".. تقدم الدعم للمتضررين من الحرائق سوريا تُعلن فريقها الوطني لأولمبياد الذكاء الاصطناعي نحو 16 ألف لوحة جديدة للسيارات في نقل ديرالزور حملة تلقيح اصطناعي للأبقار في ريف دير الزور حرائق اللاذقية الأكبر على مستوى سوريا... والرياح تزيد من صعوبة المواجهة تحذير من خطر الحيوانات البرية الهاربة من النيران في ريف اللاذقية مدير المنطقة الشمالية باللاذقية: الحرائق أتت على أكثر من 10 آلاف هكتار عودة جهاز الطبقي المحوري إلى الخدمة بمستشفى حمص الوطني الشيباني يبحث مع وفد أوروبي تداعيات الحرائق في سوريا وقضايا أخرى تعزيز دور  الإشراف الهندسي في المدينة الصناعية بحسياء وحدة الأوفياء.. مشهد تلاحم السوريين في وجه النار والضرر