الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
أقام فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب ندوة بعنوان “قراءة في مسرحيات تمام العواني” قدمها كل من الدكتورة رشا العلي ومحمد رستم في المركز الثقافي بحمص.
وقسمت الدكتور العلي بحثها إلى عدة عناوين, تطرقت في البداية إلى إشكالية تلقي الجمهور لما قدمه المثل المسرحي تمام العواني من مسرحيات المونودراما, فهي من أصعب الأجناس الأدبية على مستوى الكتابة والتمثيل لأنها تعتمد على شخصية واحدة, وهذه الشخصية هي الحامل الرئيسي لكل ما يدور من أحداث وأفعال, ويستعيض الممثل عن الحوار التقليدي بالسرد والمناجاة ما يؤدي إلى الوقوع في هاوية الملل والرتابة.
ثم تسأل من وحي ما أوردت: كيف يمكن للمونودراما أن تحقق المتعة الفنية والرسالة الاجتماعية في الوقت ذاته؟ وكيف للنص المونودرامي أن يقيم علاقة تواصل ناجحة مع المتلقي، على الرغم من أحادية الحوار المونودرامي وطوله؟ وتضيف: لذلك يلجأ الممثل للبحث عن تقنيات جمالية وفنية تسهم في كسر أحادية الصوت كاستدعاء شخصيات افتراضية واستخدام تقنية الفلاش باك.
أما فيما يخص مفهوم المونودراما فقالت: هي المسرحية القائمة على ممثل وحيد له وحده حق الكلام على الخشبة, فهي تتميز بطابعها الفردي ومضمونها النفسي ولاسيما أنها تعكس معاناة شخصية وحيدة تعاني أزمة واغتراباً نفسياً أو اجتماعياً.
وأشارت إلى أن تمام العواني كتب مجموعة من النصوص المسرحية المونودرامية ومثّلها, فكان متأثراً بالمسرح الغربي وبجذور المسرح العربي “الحكواتي” ونستطيع أن نقول: إن مسرحية “مجنون يتحدى القدر” للعراقي يوسف العاني التي قدمت عام 1949 هي أول مسرحية عربية مونودرامية, وفي سورية دخلت المونودراما على يد المسرحي الراحل فواز الساجر، حيث قدم عرضاً للراحل المبدع سعد الله ونوس بعنوان “يوميات مجنون”.
ثم قدمت العلي نبذة مختصرة عن أعمال المسرحي تمام العواني، وأسقطت عليه ما أرادت أن تقوله في بحثها عن فن المونودراما.
أما الناقد محمد رستم فقد تحدث عن أهمية الأدب عامة سواء كان مسرحاً أم شعراً أم أي نوع آخر, معتبراً أن الكاتب والممثل المسرحي اعتمد كثيراً على العتبات النصية في تقديم ما يكتب من صورة الغلاف إلى ما يكتب عليه والإهداء في أول صفحة.
وقد اختتمت الندوة بحوار بين الحضور وجلهم من المهتمين بالمسرح ومقدمي الندوة, ما أضاف متعة للحضور وأغنى الندوة.
وعند سؤال الممثل العواني عن سبب اهتمامه بالمونودراما قال: قدمت الندوة عدة رؤى حول مسرحياتي وكتبي التي ألفتها في مجال المونودراما، موضحاً حبه لهذا النوع الفني المسرحي، حيث شارك في عدة مهرجانات خارج سورية وداخلها, لأن المونودراما- وبكل بساطة، تعتمد على الممثل الواحد، وبالتالي يستطيع أن يقدم بروفات عمله كما يشاء، ولاسيما في حمص، حيث تعتبر البروفات عملية صعبة تعتمد على الطلاب ووجود المكان, ومن خلال المونودراما أستطيع أن أقدم تكثيفاً للحالة الإبداعية وأطرح ما أريد طرحه، كما أريد أنا وبالمساحة التي أريدها، وهو من أصعب أنواع المسرح، وندوة اليوم قاربت ما أعمل عليه وأحب أن أقدمه.