الملحق الثقافي-ديب علي حسن:
ربما لم يتم تسويق مصطلح بشكل فج وفاضح كما مصطلح (حرية الإعلام) المصطلح الذي هدم دولاً عن قصد من خلال الضخ والكذب الإعلامي الذي مارسه الغرب.
في سياسات التضليل الغربية يأتي هذا المصطلح على رأس القائمة، فكل إعلام لا يدور في فلك سياساتهم، إعلام غير حر ومقيد، وتنقصه حسب إشاعاتهم المهنية.
روجوا هذه الكذبة على العالم واللافت في الأمر أن الكثيرين صدقوها حتى انفضوا عن إعلام بلدانهم وتوجهوا إلى الإعلام الغربي، فهو عندهم الصادق سواء أكان في عهد إذاعة مونت كارلو أم إذاعة لندن.
وبعد ذلك في عهد المحطات الفضائية التي تكاثرت كالفطر ومعظمها موجه إلى دول العالم الثالث.
في العدوان على سورية تعرى هذا الإعلام الفاضح وعرفنا حقيقته الكاذبة وانهارت مصداقيته، ومع ذلك استمر باللعبة نفسها بالكذبة الكبرى ذاتها.
يدججه المال والتقنيات الحديثة والاستلاب الفكري الذي أسسه هو ويعمل على ترسيخه.
وفي العدوان على غزة كانت السقطة النهائية التي مزقت آخر خيوط ستره.
ظهر جلياً أنه مهما قدم من أساليب خبيثة جديدة، فلا يمكنه أن يرمم ما تهدم من مصداقيته التي بناها بالكذب ..
إنها الخديعة الكبرى حقاً ..فهل من إعلام يمكنه أن يخرج في الغرب من دائرة النفوذ الصهيوني أو من يدور في فلكها ..قد يخرج قليلاً من أجل ذر الرماد في العيون، ولكن ذلك من أجل تضليل أكبر وكذبة أشنع ..
باختصار: انهيار منظومة الوهم بحرية الإعلام..امبراطورية الكذب التي تحمل في بذورها كل شرور مموليها وما من إعلام يعمل ضد مموليه.
العدد 1170 – 5 -12 -2023