الثورة – ترجمة ختام أحمد:
تمثل الرسالة المفتوحة لحركة المناخ لتطوير التضامن المبدئي مع فلسطين الذي يربط العدالة المناخية بكفاح الشعوب المستعمرة في جميع أنحاء العالم نقطة انطلاق جديدة، عندما قالت: “نحن كمجموعات منظمة من أجل العدالة المناخية نقف متضامنين مع النضال الفلسطيني من أجل التحرير، وندين الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.”، “وإن هذا الهجوم على غزة هو مجرد أحد أعراض المشروع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي الأوسع.”.
لقد تقدم أهل غزة بثلاثة طلبات بسيطة إلى المجتمع الدولي: قول حقيقة ما يجري من إرهاب إسرائيلي، والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، والضغط على الحكومات الغربية لحملها على قطع علاقاتها مع “إسرائيل”.
وتضيف الرسالة: ” نحن نستجيب لهذه الدعوة من خلال تسليط الضوء على الترابط بين نضالاتنا والأهمية المركزية لإنهاء الاستعمار في تحقيق العدالة المناخية.”.
نحن ننظر إلى هذه الرسالة المفتوحة كنقطة انطلاق لحركة المناخ لتطوير التضامن المبدئي مع فلسطين الذي يربط العدالة المناخية بكفاح الشعوب المستعمرة في جميع أنحاء العالم.
وعلى مدى أكثر من 75 عاماً، قاوم الفلسطينيون سرقة واحتلال أراضيهم واستغلال مواردهم الطبيعية، ويحظى التطهير العرقي للفلسطينيين بدعم القوى الغربية وعلى رأسهم المملكة المتحدة والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي.
لقد فرضت “إسرائيل” بلا هوادة نظاماً من القمع والهيمنة ضد الفلسطينيين، في القدس، ويواجه الفلسطينيون تهديداً عنيفاً بمصادرة ممتلكاتهم من قبل “السلطات الإسرائيلية”.
في غزة يعيش الفلسطينيون تحت الحصار الإسرائيلي منذ 16 عاماً مع تقييد الوصول إلى الضروريات الأساسية والحدود العسكرية التي تمنع أي حرية في الحركة، وفي جنين لم يمر سوى بضعة أشهر حتى واجه الفلسطينيون “أكبر عملية عسكرية في الأراضي المحتلة منذ الانتفاضة الثانية 2000-2005″، دون إدانة من المجتمع الدولي.
إن العنف ضد الفلسطينيين لم يبدأ فقط بالمذبحة التي وقعت في المستشفى الأهلي في 14 تشرين الأول الماضي، ولابحملة القصف الشامل الحالية في غزة.
لقد كان العنف الاستعماري اليومي هو الواقع المستمر للفلسطينيين.
باعتبارنا ناشطين في مجال المناخ، فإننا نفهم الدور الذي تلعبه حكوماتنا في تسهيل الاستعمار الاستيطاني في فلسطين، فقد شاركت المملكة المتحدة بشكل كبير في ولادة الدولة الاستعمارية الإسرائيلية من خلال وعد بلفور، واليوم تواصل المملكة المتحدة هذا الإرث حيث تقوم بترخيص وتصدير الأسلحة إلى كيان إسرائيل، والتي يتم استخدامها ضد الفلسطينيين، وفي كل عام ترسل الولايات المتحدة ما لا يقل عن 3.3 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب لمساعدة “إسرائيل” مالياً ودعم قوات الاحتلال، في معظم القنابل التي ألقيت على غزة في الأسابيع الأربعة الماضية كانت مصنوعة دولياً.
ونحن الآن مجتمعين لنناضل من أجل إنهاء الوقود الأحفوري ومن أجل تعويضات المناخ ومستقبل بيئي اشتراكي، يتعين علينا أن ندعو الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إنهاء مساعداتها العسكرية وتواطؤها في الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي.
يشكل الاستعمار الاستيطاني والإمبريالية بشكل أساسي العالم الذي نعيش فيه، والصراعات التي تحكمنا، وحالة الطوارئ المناخية التي نواجهها، والتوسع في صناعة الوقود الأحفوري التي نحاربها الآن، يتم تسهيلها من خلال الاستخراج الاستعماري والعمليات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
إن المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، وهو “ينبوع هائل للتلوث بثاني أكسيد الكربون”، يجرد السكان الأصليين من أراضيهم المشروعة في جزيرة ترتل.
في خضم هجومها المستمر على الإبادة الجماعية والذي يحاول التطهير العرقي للفلسطينيين في غزة، قامت “إسرائيل” بتسليم 12 ترخيصاً للتنقيب عن الغاز لشركات بما في ذلك BP وENI قبالة ساحل القطاع.
إن نظام التدمير الكوكبي هذا هو الذي ينتج ويحفز ويستفيد من الأسلحة التي تغذي الإبادة الجماعية الإسرائيلية، إضافة إلى ذلك، فإن التعاون بين الشرطة والاستخبارات عبر القوى الغربية و”إسرائيل” يجعل تضامننا أمراً ضرورياً ونحن نحارب أنظمة القمع المشتركة.
وإذا كانت حركة المناخ جادة في الدعوة إلى عدالة مناخية دولية، فإن نزع السلاح وإنهاء الاستعمار يجب أن يكونا محوريين في مطالبنا.
إن العالم الذي يغض الطرف عن الإبادة الجماعية لشعب مستعمر ليس عالماً حيث العدالة المناخية ممكنة، يجب علينا اقتلاع أنظمة القمع أينما وجدناها، من جزيرة السلحفاة إلى أبيا يالا إلى فلسطين، نحن ندعم النضال من أجل استعادة الأرض ونواجه أدوار الحكومات الغربية في تسهيل الاستعمار والإمبريالية على مستوى العالم، تتطلب منا هذه اللحظة السياسية أن نفكر في نضالاتنا المترابطة لنظهر تضامننا المادي مع الشعب الفلسطيني.
المصدر – موندويس