التحرر من مخدرات الخطاب الإعلامي الغربي

ظافر أحمد أحمد:

توضحت منذ العام 2011 نتائج تخص استهداف العقل السوري واشتغلت وتشتغل المنظومة السياسية الغربية وأدواتها العاملة على الأرض العربية والفضاء العربي على تصنيع جيل من بعض السوريين يصبح تابعاً لها ليس بالمال فقط ولا بالعمالة السياسية بل بالثقافة التي تتغطى بلبوس الثورة والتحرر حتّى أصبح “الثوريون” الذين خربوا ليبيا بعدما تعلموا الثورة في حمامات بني غازي، وخريجو السجون الأميركية في العراق أنموذجاً يحتذى في خطابهم التخريبي برعاية من نادي (الديمقراطيات الغربية)..!.
الصراع على عقل السوريين حتى من بوابة الخبر المتكرر الخاص بالغارات الإسرائيلية على سورية، فهو خبر بطبخة من المدرسة الأميركية والبريطانية وتوزّع نسخه على كامل المنظومة الإعلامية الغربية “ينظف” العمل العدواني من عدوانيته، ويراد منه الترسيخ التدريجي لفكرة أن “الاحتلال الإسرائيلي” يستهدف عدو العرب البديل على الأرض السورية، انطلاقاً من هواجس أمنية إسرائيلية.
يحصل في أنموذج الخبر الإعلامي الخاص بالغارات الإسرائيلية على سورية وصيغته المتداولة على الساحة العالمية والعربية تغيب مقصود للخلفية المعترف فيها تاريخياً وأممياً وحتى باعتراف المنظومة السياسية الغربية حول (الجولان السوري المحتل) وبطلان إجراءات الاحتلال تجاهه..، فالغاية من إسقاط تداول الاحتلال الإسرائيلي للجولان هي (تضخيم متدرج للهواجس الأمنية الإسرائيلية)، كما في التضخيم للهواجس الأمنية التركية أيضاً، واختلاق مخاطر على الأمن القومي الأميركي وهواجس أمنية أميركية بسبب ما يحدث على الأرض السورية، كل ذلك يراد منه تهيئة الجغرافيا السورية لتكون كعكة تشبع نهم الطامعين فيها وبمواردها بحجة ضرورات الهواجس الأمنية للآخرين.
الخطاب الإعلامي المتداول والمستهدف لعقل السوريين والجمهور العربي عموماً لا يجد أنّ الهاجس الأمني الإسرائيلي يستوجب الانسحاب من الجولان السوري المحتل بل الحل بترتيبات أمنية وجغرافية على الحدود السورية مع فلسطين المحتلة تجعل ذلك الجزء الجغرافي خارج سيطرة الدولة السورية وإقليمياً للتلاعب الغربي فيه..، واستنساخ ترتيبات مشابهة في مناطق سورية متاخمة للحدود التركية، وترسيخ الترتيب الأخطر بإنشاء إقليم انفصالي للعملاء الأميركيين في الجزيرة السورية.
تحفيز الوعي السوري يتطلب استيعاب أنّ نجاحات الدعاية الغربية في تشويه الذهنية العربية التي أعطت مستعمرها صفة الراعي لتحررها، يجب أن يتحوّل إلى فشل غربي على كامل الأرض السورية، ففهم الأسباب المرتبطة باحتلال إسرائيلي للجولان واحتلال تركي لأجزاء من الشمال والشرق السوري واحتلال أميركي لأجزاء من الجزيرة السورية هو الهاجس الأمني الأكبر لسورية، وحلّه بالتحرر من الاحتلالات، وتستوجب هذه المسيرة تحرر من يظنون أنفسهم ثوريين أولاً من (مخدرات) الخطاب الغربي الإعلامي والسياسي..، ومهما يكن فقطار التحرير سيصلهم طال الزمان أو قصر.

آخر الأخبار
الجنرال فوتيل يبحث مع وزير الطوارئ جهود التعافي والاستقرار الإعلام السوري في عصر التحوّل الرقمي..يعيد صياغة رسالته بثقة ومصداقية سوريا تفتح صفحة جديدة من التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا نموذج للسياحة الثقافية في المعرض المتوسطي للسياحة الأثرية بإيطاليا الرئيس الشرع يناقش مع وزارة الداخلية الخطط والبرامج المستقبلية لتعزيز الأمن والاستقرار جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار  القنيطرة تتحدى.. السكان يحرقون مساعدات الاحتلال رداً على تجريف أراضيهم انطلاق الملتقى الحكومي الأول لـ "رؤية دير الزور 2040" الشيباني يعيد عدداً من الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد إلى العمل ظاهرة جديدة في السوق السورية "من لا يملك دولاراً لا يستطيع الشراء" سرقة الأكبال الهاتفية في اللاذقية تحرم المواطنين من خدمة الاتصالات حقوق أهالي حي جوبر على طاولة المعنيين في محافظة دمشق غزة أرض محروقة.. لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟ سيارة إسعاف حديثة وعيادة جراحية لمركز "أم ولد" الصحي بدرعا المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب