الثورة – تحقيق ميساء العلي:
في كلية الإعلام بجامعة دمشق يقف مجموعة من الطلبة باختصاصات مختلفة من الصحافة والنشر والإذاعة والتلفزيون والإعلان والإعلام الالكتروني يجمعهم هدف واحد “رسم طريقهم في مجال الإعلام من خلال نشر ما يكتبون وإيصاله لأكبر شريحة ممكنة عبر المواقع الصحفية والتلفزيون والإذاعة،” وهذا يحتاج إلى مواقع مقروءة ولديها عدد كبير من المتابعين، الأمر الذي يتطلب تحسين محركات البحث وفق تقنية SEO والتي من شأنها زيادة ورفع جودة حركة مرور الويب (عدد الزيارات لموقع الكتروني معين)، وذلك من خلال نتائج البحث غير المدفوع على محركات البحث.
على هذه القاعدة بات اكتساب الصحفي الخبرة في مجال البحث الالكتروني في ظل ما يشهده الإعلام الالكتروني من تطورات متسارعة ضرورة حتمية لابد أن يطبق في جميع المواقع الصحفية خاصة بعد غياب الصحافة الورقية في المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة فلم يعد هناك مكان لها في ظل التقنيات الجديدة.
نظري..
شرف الدين كيلو- طالب في كلية الإعلام سنة رابعة اختصاص إعلام الكتروني يقول: درسنا تقنية SEO لإدارة المواقع ضمن منهاجنا بشكل نظري وتطبيق عملي، وهو عبارة عن تحسين محركات البحث بموقع لزيادة ظهوره بمحركات البحث “غوغل” والذي تعلمنا من خلاله استخدام أدوات ربط معينة في بداية كل فقرة لتحسين ظهور الموقع، والهاشتاغ والكلمات الدلالية والعنوان.
وأضاف نحن نتعلم على أداة “وورد برس لكن لدينا بعض القيود حاليا كوننا نتعلم على مواقع مجانية وليست مدفوعة”.
واقترح الطالب كيلو أن ندرس الذكاء الاصطناعي على SEO لحل مشكلة الوقت في نشر المواد وفق هذه التقنية، وذلك من خلال تدريب الذكاء الاصطناعي وإعطائه المواد لنشرها وفق تقنية SEO.
الطالب بشار الحريري قال: هناك مواعيد معينة تعلمناها لنشر المواد وفق هذه التقنية، والتطبيق العملي يأخذ وقتا مهما من دراستنا لتقنية SEO.
إذاً هناك مادة خاصة بهذه التقنية في كلية الإعلام قسم الإعلام الالكتروني الأمر الذي يبشر بمهارات صحفية جيدة لتحسين محركات البحث لدينا. خارج المنهاج..
رئيس قسم الإعلام الالكتروني الدكتورة ندى الساعي قالت لـ “الثورة”: “إن تدريس تقنية الـ SEO لا تقتصر على طلاب كلية الإعلام بجامعة دمشق، وإنما نقوم أيضا بتدريسها لطلاب الجامعة الافتراضية، مشيرة إلى أنه لا يدخل ضمن المنهاج كون هناك الكثير من التحديثات بالجانبين النظري والتطبيقي بمجال الإعلام الالكتروني، وتقنيات المعلومات بشكل عام لكننا نحاول تحديث هذه المعلومات للطلاب ونعرفهم عليها.”
منهاج كلية الإعلام لا يواكب التطورات..
يخالف المدرس في كلية الإعلام بجامعة دمشق الدكتور أحمد كناني ما قالته الدكتورة الساعي، بقوله: إن المنهاج التعليمي في كلية الإعلام للأسف لا يواكب تطورات وتقنيات العصر، فعلى سبيل المثال هناك قسم الإعلام الالكتروني لا يواكب بشكل مباشر وحتى غير مباشر التقنيات الحديثة الخاصة بالكتابة وفق SEO، الذي يؤدي إلى تصدر الأخبار محركات البحث، إضافة إلى أنه لا يركز على تطبيقات التواصل الحديثة كأحد أهم التطبيقات لإيصال المعلومات حتى إخبارياً، فعلى سبيل المثال “التلغرام- الانستغرام- الفيس بوك- إدارة صفحات التواصل الاجتماعي لا يركز عليها المنهاج التعليمي في كلية الإعلام ولا تدرس بهذا الإطار، حتى التقنيات الجديدة الخاصة بتصميم المواقع الالكترونية فهي غير متضمنة بالمنهاج الحديث، حتى بقسم العلاقات العامة، فالحملات الدعائية والإعلانية أصبح لديها نظام خاص معتمد على وسائل التواصل الاجتماعي.مهارات ضرورية..
إنّ قواعد تحرير الأخبار وكتابة التقارير للصحف الورقية لا تتناسب مع مواقع الويب، ومؤخراً أقامت مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع بالتعاون مع معهد الإعداد الإعلامي دورة لتحسين محركات البحث، كان الهدف من هذه الدورة تطوير مهارات المتدربين كي تتلاءم مع متطلبات النشر الالكتروني فالجميع يتنافس على تصدر الصفحة الأولى لمحركات البحث.
المدرب رئبال مرهج بين أن دورة الصحافة الالكترونية مع تحسين محركات البحث تقدم مجموعة من المهارات المهمة اليوم في عصر التحول الالكتروني، فقواعد تحرير الأخبار وكتابة التقارير للصحف الورقية لا تتناسب مع مواقع الويب، لذا فإن الهدف من هذه الدورة تطوير مهارات المتدربين لكي تتلاءم مع متطلبات النشر الالكتروني، فالتطورات اليوم تسير بشكل متسارع في عالم محركات البحث، والجميع يتنافس على تصدر الصفحة الأولى لمحركات البحث بغرض تحقيق الانتشار والفائدة التسويقية.
وأضاف: إن ساعات التدريب يتعلم منها الصحفيون خوارزمية السوشيال ميديا، وكيفية تحقيق الانتشار الأوسع بغرض زيادة حركة المرور إلى الموقع، وبالتالي سيتمكنون من تحرير وكتابة الأخبار والتقارير الصحفية التي تضمن تحقيق صفحات الموقع نتيجة محسنة على محركات البحث، من كتابة العناوين الرئيسية والفرعية إلى التعامل
مع عناصر الميتا تاغ مروراً بتحسين عناصر الملتيميديا في التقرير من صور وفيديو.
نوعية المواد تلعب دوراً..
مدير موقع أثر برس رضا توتنجي في حديثه حول تقنية SEO قال: “نعمل وفق هذه التقنية منذ أربع سنوات، وقد ساهمت في انتشار واسع للموقع، لكنه رأى أن نوعية المواد تلعب دوراً في انتشار الموقع والبحث عنه بمحركات البحث “غوغل”.
وأضاف: “اليوم في عصر التقنيات لابد من ملاحقة كل ما هو جديد، إلا أنه رأى أن هناك بعض المواد والمواضيع لا يطبق عليها تقنية SEO وليس شرطاً أساسياً أن تكتب وفق هذه التقنية.
ختاماً..
أصبح لزاماً علينا التعامل بشكل جدي مع تقنية SEO مع التطور الكبير للصحافة الالكترونية، وحتى نحجز لأنفسنا كصحافة محلية موقعاً هاماً بمحركات البحث على “غوغل”، والأمر يجب أن يبدأ من الجامعة عند دراسة الإعلام الالكتروني تحديداً، بحيث يكون لدينا جيل إعلامي قادر على التميز في عصر المتغيرات التقنية والذكاء الاصطناعي، والأهم من هذا وذاك استمرار عملية التدريب والتأهيل بمؤسساتنا الإعلامية- والتي تأخرت كثيراً عن مواكبة هذه التقنية للوصول إلى رقم ضمن محركات البحث.. فهل نستفيد من ذلك، ونبدأ بالانتقال إلى هذا المستوى بالفعل؟.. أعتقد أن الموضوع ليس بالصعب، وما نحتاجه المزيد من التدريب والإرادة.