الثورة – دمشق – عبير علي:
حرفة إعادة تدوير المواد التالفة باتت الشغل الشاغل للعديد من الورش والأشخاص على السواء، فمن لا شي نصنع شيئاً” ولعل هذا المبدأ، تعمل به العديد من الدول المتقدمة، والذي انتهجه الفنان أحمد رمضان العلي من خلال إعادة تدوير المواد التالفة، وتحويلها إلى لوحات فنية جميلة.
وفي حديث لـ “الثورة”: اعتبر أنّ برنامج إعادة التدوير مهم جداً، من وجهة نظره ويأخذ حيزاً مهماً في اقتصادات كثير من الدول، مبيناً أنه وبعد التجارب المتعددة التي قام بها فإن الكثير من المواد التالفة، والنفايات المنزلية يمكن الاستفادة منها بدل رميها، مثل: نوى التمر وبذور الزيتون، وأغصان الأشجار، ومواد أخرى كثيرة ممكن أن تتحول لأعمال تراثية جميلة، وتحمل طابع الحضارة، وعنوان وهوية البلد.
واعتبر رمضان أنّ إعادة التدوير في هذا الوقت ضرورة، من حيث التوفير بهذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وخاصة أن أعماله التي عُرضت في معارضه، لاقت استحساناً من الزوار والمغتربين والأجانب، وعلى الرغم من قلة التكلفة يمكن أن تشكل دخلاً جيداً للفرد، وتعود بمردود إيجابي، للمجتمع، بعد أن يضفي عليها الحرفي لمسة جمالية وفنية بإتقان عمله في صناعة أشياء جميلة ومفيدة من لا شيء، موضحاً أن جمالية إعادة التدوير تكمن في خروجه عن المألوف.
طريقة التحضير
وعن طريقة التحضير في إعادة التدوير أشار إلى أنه يتم تنظيف المواد المراد استخدامها أولاً، ومن ثم وضع اللواصق بغية تحضير المطلوب لتشكيل اللوحة أو أي شيء آخر، وبعد التأسيس يتم تطعيمه بالمادة المناسبة، وتُترك لتجف،ثم تصقل بتخفيف اللون أو الصبغة ليظهر لونها الطبيعي، ما يُضفي عليها جمالاً وتكاملاً، بعد عزلها باللكر، منوهاً بأن تكلفتها عالية ولكنها تعطي جمالية بما تُظهره التفاصيل.
ومن أعماله اللافتة لوحة الكرمة، وهي مقطع عرضي للأغصان دون استخدام أي مسمار، فقط إعادة تدوير، ولوحة كنيسة أم الزنار التي صممها من بذور الزيتون وقطع خشبية مزينة بقطع نحاسية، وآثار تدمر عبارة عن فضلات قطع خشبية تقص وتقشط لتعطي البعد فيها.
ونوه رمضان بأنه قد يأخذ العمل وقتاً ولكن النتيجة تكون جميلة ومرضية، فهو متبرع لنقل خبرته وتعليم الفنون التشكيلية، حيث يعمل على عدة برامج منها: إحياء التراث، المهن التقليدية القديمة، وإعادة التدوير منذ ثلاثين عاماً، وتوج عمله هذا بإنشاء مشغل مجاني لأبناء محافظته حمص محافظاً على كل أعماله حتى الآن.
وختم بأنّ رسالته تكتمل عندما يسوق هذه الأعمال ويعود ريعها للمشغل ولتعليم هذه الفنون التي تحافظ على تراثنا وأصالتنا.
نال الفنان رمضان تكريمات عدة على مستويات مختلفة وأن الكثير من طلابه حصلوا على الريادة على مستوى القطر.