يوسف جابر – كاتب لبناني:
خمسة وسبعون عاماً على احتلال دولة فلسطين بدعم ومساعدة بريطانيا مباشرة بتقديم الدعم الكامل للصهاينة الذين تجمعوا للاحتلال بتأمين غطاء دولي لهم على جرائمهم ومجازرهم في أبشع صورها لقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتشريد كامل المواطنين أبناء الأرض ومقدساتها التي ارتبط اسم ترابها وأشجار زيتونها بالشعب الفلسطيني ومناضليها الأبطال.
وها هي فلسطين الآن من غزة هاشم تستعيد عزتها ودورها النضالي بعد 75 عاماً من الاحتلال الصهيوني، حيث تنزل الهزائم بالعدو الغاصب المحتل وتسطر مقاومتها الباسلة أروع الانتصارات البطولية بصمودها وثبات شعبها بتحديهم للجيش المصطنع الذي يروج له بأنه من أقوى الجيوش في المنطقة نتيجة الدعم الأميركي والغربي.
إن موقف الغرب والشرق من الوجود الصهيوني في فلسطين نابع من مصالحهما التي يحققها الوجود الإسرائيلي، وغنيٌ عن الذكر أن العالم الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية يريدان الوجود الصهيوني أن يمتد ويتوسع إلى أقصى مدى مستطاع، لأن ذلك يحقق المصالح الغربية من حيث الغزو الثقافي والاقتصادي في العالم، وما نراه هو نتيجة اكتشاف النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر مروراً بتسهيل مرور الخط الاقتصادي الهندي للشرق الأوسط وأوروبا لضرب خط الحرير الصيني مروراً بروسيا وإيران، لبقاء هيمنة أميركا اقتصادياً على العالم وهذا من أكبر المستحيلات تحقيقه كطموح إبليس بالجنة، ما دام شعب فلسطين يكافح ويناضل لاستعادة كامل الأراضي من النهر إلى البحر لتحرير وطنه ودحر العدو المحتل.
منذ السابع من شهر أكتوبر تاريخ إعلان عملية طوفان الأقصى، أي سبعون يوماً ونيف والعدوان الإسرائيلي لم يتوقف على غزة والقطاع، كل ذلك أمام مرأى العالمين الغربي والعربي وبتواطؤ مباشر مع الكثير من الأنظمة للتخلص من المقاومة المسلحة وترويضها وتهجير الأهالي والإقامة في مخيمات جديدة، لكن كل ذلك سيفشل ولن ينجح ما دام الشعب الفلسطيني البطل يناضل لتحرير التراب.
عودٌ على بدء.. إن العدوان الإجرامي الذي يقوم به الكيان الصهيوني ضد أهالي غزة في فلسطين المحتلة هو مخطط مرسوم منذ أكثر من 20 عاماً وهو تهجير أهالي غزة إلى سيناء وأهالي الضفة الغربية إلى الأردن، بناءً على كل القراءات السياسية والعسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني حيث تحدث “جيورا آيلاند” الذي عمل فيما يسمى الأمن القومي الإسرائيلي وخرج بمخطط إلى تهجير الفلسطينيين الموجودين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، وها هو المشروع المعد ينفذ وقد سميت الخطة على اسم مبتكرها الشيطان “آيلاند” وهو مخطط ومدروس لإنهاء الوجود الفلسطيني في المنطقتين المذكورتين، ليتفرد الكيان الصهيوني في كل قطعة من فلسطين، لكن الهجرة من أين وإلى أين؟.
كنا قد أشرنا الى ذلك وسنعاود النشر بتوضيح أكثر لما ينفذ المشروع، وهو من قطاع غزة هاشم إلى صحراء سيناء كما تحاول “إسرائيل” من خلال حصار الأهالي في الجنوب من غزة القريب من معبر رفح بحجة القضاء على المقاومة داخل غزة وهذا سيفشل بإذن الله كما فشلت كل مؤامراتهم.
سؤال: ما الهدف من هذا المخطط الخبيث الذي أعده “آيلاند”؟.. باختصار سيعمل على تسوية الصراع العربي الإسرائيلي من خلال خطة محاولة اقتطاع أراضي من سيناء لصالح الدولة الفلسطينية التي ستقام عليها بالإضافة لمستطيل يمتد من رفح إلى حدود منطقة العريش يبلغ طوله 24 كيلو متراً وعرضه 30 كيلو متراً وهو ما يوازي 12 بالمئة من مساحة الضفة الغربية التي يطالب بها الكيان الصهيوني بضمها إليه في الترتيبات النهائية، وهو ما رفضته مصر علناً.
والسؤال الأخير لماذا تسكت بعض دول المنطقة عن جرائم العدو الصهيوني لارتكابه أفظع الجرائم بإبادة شعب ومحي سجلات عائلات بأكملها في غزة وغيرها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أليس سؤالاً مشروعاً لحق الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومظلوميته ضد العدوان الإجرامي الصهيوني ودعمه لتحرير الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة ومقدساتها؟.