خطرمواقع التواصل على قواعد اللغة وكتابتها

الملحق الثقافي- حسين صقر:
لا يختلف اثنان على أهمية الحفاظ على اللغة العربية وعدم العبث بقواعدها وحروفها ومصطلحاتها، وضرورة التقيد بتلك القواعد من أجل إيصال الفكرة المطلوبة، لأن تغيير الكتابة بحرف أو تقديم كلمة على أخرى يتغير المعنى والسياق والهدف من الرسالة.
مايحصل اليوم يشكل خطراً كبيراً على اللغة العربية، وذلك نتيجة التواصل العشوائي على صفحات المواقع والتطبيقات «كالواتس أب والماسينجر والفيس بوك والأنستغرام والتويتر» وغيرها، والطريقة التي يكتب فيها الناشرون، حيث لا قاعدة صحيحة عند الغالبية ولا صياغة متقنة، ولا حتى إملائياً، حيث نرى كلمات كثيرة مكتوبة كما تلفظ، وبعضها دون أل التعريف، عدا عن الكلمات المهموزة، وغير ذلك من الأخطاء والتناول العشوائي للنص والكلمة والعبارة والمعنى، ويتناسى هؤلاء أنهم يورثون أخطاء لاتحمد عقباها على اللغة للأجيال الذين بدورهم سيورثونها لمن يعقبهم، وبهذا تندثر لغة الضاد وتصبح طي النسيان، نتيجة التساهل بالتناول والاستخدام.
هذا بالتأكيد يتطلب من كل شخص أن يصحح للآخر حتى لو أدرك تماماً أن الخطأ الوارد سقط سهواً أو نتيجة لخطأ تقني، لكون كل ما يكتب اليوم يأتي نتيجة التنضيد على الحواسب الإلكترونية، ولهذا يجب أن يصحح كل منا ما يأتي ولو مصادفة، وأن يدرك هذا الشخص أو ذاك أهمية المسؤولية الملقاة على عاتقه لجهة الحفاظ على اللغة العربية إملاءً ونحواً.
كما يقع الدور الأكبر ليس على أساتذة اللغة العربية وحسب، بل على كل من يعمل ضمن الكادر التدريسي وينطبق ذلك على جميع المواد، لأن الحفاظ على لغتنا لايقع على عاتق المختصين بها فقط، وإنما على كل من يقرأ لشخص آخر، ويعلم أكثر منه.
بالمقابل على من يخطئ أن يقبل بنصيحة الشخص الذي يبين له خطأه، ولايستهتر به ويأخذه على محمل الجد، ويبدأ بملاحظة ذلك على نفسه ومراقبة ذاته أثناء الكتابة والإرسال والتواصل، ولاسيما أن المواقع متاحة ومفتوحة ويقرأ منشوراتها الجميع.
بالإضافة لذلك، من الضروري أن تقام بين الفترة والأخرى حملات توعية على وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، وأن تستضيف المختصين بهذا الأمر وتبيان الخطأ من الصواب في الكلمات والمصطلحات التي تتم مشاهدتها وملاحظتها بين الحين والآخر، وبذلك نضمن الوصول إلى مجتمع متقن للغته، وهي لغة القرآن الكريم، وذلك عبر التأكيد على ضرورة اللفظ السليم والكتابة الصحيحة وعدم استخدام الكلمات الدخيلة والأجنبية في سياق أحاديثنا، حيث لا نسمع أجنبياً يستخدم مصطلحاً عربياً بين كلماته، ولكن المتفزلكين والمتفيهقين والخطابين والذين يريدون إظهار أنفسهم للآخرين بأنهم متحدثون، تراهم يدخلون كلمات غريبة بين أوساط اللغة العربية حتى أتوا عليها..
                            

العدد 1172 – 19 -12 -2023  

آخر الأخبار
بين القرار والصدى ..المواطن يشد أحزمة التقشف الكهربائي الاستثمارات السعودية في سوريا.. بين فرص التعافي وتحديات العقوبات المركزي قدم أدواته .. لكن هل نجحت بضبط سعر الصرف؟ من الإصلاح الداخلي إلى الاندماج الدولي... مسار مصرفي جديد متدربو مدارس السياقة بانتظار الرخصة انضمام سوريا المرتقب إلى التحالف ضد "داعش".. مكاسب سياسية وأمنية الدفاع المدني يُخمد حريقاً كبيراً في الدانا ويحمي المدنيين من الخطر عودة الدبلوماسيين المنشقين.. مبادرة وطنية تساهم بإعادة بناء الوطن إغلاق معمل "الحجار" يعود لارتفاع التكلفة وضعف الكفاءة التشغيلية إلزام المنتجين بتدوين سعر البيع للمستهلك ..هل يبقى حبراً على عبوة ؟!    المراكز الزراعية.. تحديات الرواتب المنخفضة وفوضى المدخلات تهدد الأمن الغذائي التحليل الإحصائي للبيانات يعزز استقرار النظام المصرفي حرق النفايات حلّ.. في طياته مشكلات أكبر بين الإصلاح والعدالة طفرة الذكاء الاصطناعي هل تنتهي ؟ التغذية والرياضة..لتجاوز سنّ اليأس بسلام وراحة مؤسسة بريق للتنمية ..دعم مبادرات الشباب واليافعين والمرأة كيف يشعر الإنسان بالاغتراب في المكان الذي ينتمي إليه؟ مبادرات مجتمعية تنهض بالنظافة في حي الزاهرة بدمشق التضليل الإعلامي.. كيف تشوه الحقائق وتصنع الروايات؟