الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
لغتي صوتي، أيستطيع أحد منا أن يترك صوته؟ فعلى حد قول عالم اللغةابن جنِّي» اللغة صوت يؤدي غرض ما يريده الإنسان والحيوان معاً»، بينما اللغة عند وليام ويتني «أداة اجتماعية يستخدمها الإنسان دون الحيوان للتعبير عن مشاعره وسلوكه»، وبرأي جمع الرأيين بأن اللغة صوت أصدره لتسمعني وتفهمني وأتواصل معك لأكون أقرب إليك، لغتي كائن حيّ له حواسه الخاصة لأداء مهمته، ولاسيما وأن اللغة العربية قادرة أن تدخل في مجتمعات مختلفة تجاري العولمة وتتفاعل مع كل ما هو حديث في التجارب العلمية العالمية الحديثة واستيعابها للحضارة الغربية، تتتبع منجزاتها وتعيش مع نبضها المتسارع، مع التأكيد الحفاظ على أصالتها وتحقيق آمال الشعوب العربية في وحدة اللغة وهنا يمكننا القول من أوجه تمكين اللغة وبرأي المتخصصين في اللغة العربية وآدابها هو تقدير العلماء والأدباء والشعراء ورجال الفكر والدين وعدّوه شرطاً من شروط علو شأن اللغة مع صيانة نفسها من أي عابث يريد تنحّيها في العالم الواقعي أو حتى واجهات التواصل الاجتماعي الافتراضي الذي يلعب دوراً مهماً في انجراف المجتمع نحو لغات بيضاء إن صح التعبير أو لغاتٍ هجينة لا لون موحد لها، عالم يخلق لغة دون روح لغة تعيش انفصام واقعها عن تاريخها المتجذّر الذي يبلغ حوالي الألف وخمسمائة عام، تبقى لغتنا العربية مقدّسة ولا يمكن لأحد أن يصادرها منا لما تحمل في مخازنها المفردات والألفاظ الثريّة، لغة الضاد التي ننتمي إليها نفخر ونعتز بها ونعدّها هويتنا وصوتنا وخلقنا الأول الذي رأينا فيه ذواتنا في أحسن تقويم في آياتٍ قرآنية أثبتت مع مرور الزمن والبحوث العلمية بلاغة اللغة العربية وعلومها ونحوها وبيانها، كل ذلك الثراء يجعلنا نتشبث بلغتنا الأم ولا نقطع حبلها السري لنكون أبناءها البررة في كل زمانٍ ومكان.
العدد 1172 – 19 -12 -2023