الثورة:
لغتنا مليئة بالغرائب والعجائب والمعاني الجميلة، ولكننا للأسف لا نشعر بروعتها وجمالها بقدر ما يشعر بها من عشقها، ويحتفي بنفائسها مَن تذوّقوها، وخلال شهر كانون الأول يحتفل العالم بلغتنا العربية الأصيلة؛
حيث لغتنا العربية هي إرث ضخم وكبير، تركه لنا الأجداد، و هي تزخر بالكثير من العجائب والمعاني الجميلة التي قلّما تجدها في أية لغة أخرى؛ فقد قدّمت إلينا اللغة العربية الكثير من المعجزات والروائع؛ بدءاً من التعبير عن المعنى بحروف قليلة؛ حتى التعبير عن حالة كاملة باستخدام كلمة واحدة فقط.
١- كل كلمة تبدأ بحرف (الكاف) غالباً ما تعطي معنى الاحتواء، “كيس، كوكب، كهف، كفن، كف”.
2- كل كلمة تبدأ بحرف (الغين) غالباً ما تعطي معنى الضبابية وعدم الوضوح، “غيم، غمام، غبار، الغدر؛ فهو يعني عدم وضوح العدو”.
3- كل كلمة تحتوي على حرفي (الجيم والنون) تعطي معنى الخفاء والاستتار، “الجنين، الجن، الجنّة وهي الأرض التي أُحيطت بالأشجار؛ فلا يظهر ما بداخلها، الجنون وهو الذي خفي عقله واستتر”.
4- ومن العجائب ما يسمى بالـ”النحت”، وهو أن بعض الحروف كيفما اجتمعت، تعطي معنى واحداً، مثل: الأحرف “ب ح ر”، كيفما اجتمعت وأعطت معنى الضخامة والاتساع (بحر، رحب، حبر، حرب).
5- الحرف يساوي كلمة، فاللغة العربية تزخر بكلمات تتكون من حرف واحد، مثل الـ”مِ”، و تعني الإيماء، الـ”قِ”، وتعني الوقاية، الـ”عِ” تعني فهم القول وإدراكه، الـ”رِ”، وهي تأتي بمعنى انظر.
دقة التعبير عن الحالة الواحدة:
للفعل أو الشعور الواحد في اللغة العربية تصنيفات متعددة للتعبير عنه، وذلك لضمان وصول المعنى السليم للمستمع أو القارئ؛ فمثلاً:
يتم تصنيف السرور إلى عدة أقسام (الجذل، الابتهاج، الاستبشار، الارتياح، الفرح، المرح).
ويتم تصنيف الحب إلى مراحل (الهوى، الصبوة، الشغف، الوجد، الكلف، العشق، النجوى، الشوق، الوصب، الاستكانة، الود، العشرة، الوله، الهيام). فلكل من هذه الكلمات درجات معينة في التعبير عن الفعل أو الشعور المراد.
• اللغة الوحيدة التي تحتوي على حرف الضاد:
ميز حرف “الضاد” اللغة العربية، لاعتباره الحرف الوحيد الذي لا يوجد بأية لغة أخرى من لغات العالم، وأيضاً لاعتبار العرب أفصح من نطقوا هذا الحرف، على عكس الكثير من غير الناطقين باللغة العربية.
• عجائب اللغة العربية في القرآن الكريم:
– “كل في فلك” لو قرأتها بالعكس فسيكون المعنى واحداً.- اختزال المعاني القوية:
أيضاً سنجد اختزال المعاني القوية في كلمات واضحة، كقوله تعالي (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)؛ حيث اختزلت هذه الآية الكريمة حكم القصاص وتشريعه في كلمة واحدة وهي (الحياة)؛ أي أن الإنسان حينما يُعاقب لقتله أخاه المسلم؛ فإن ذلك يُعتبر بمثابة رادع لغيره؛ حتى لا يُقدم على هذا السلوك.
– استخدام التكرار:
ليؤكد على المعنى والهدف، كتكرار القصص القرآنية في مواضع عديدة، بما يناسب سياق السورة، ويُظهر معاني جديدة، ودروساً فريدة.. ويُروى أنه كان رجل من المسلمين قد أسره الروم؛ فلما طلبوا منه إرسال رسالة إلى قائد المسلمين ليشجعه على القدوم إليهم (وكان الروم قد نصبوا للمسلمين كميناً) فكانت الرسالة هذه الجملة فقط (نصحت فدع ريبك ودع مهلك)؛ فإذا عكست كانت (كلهم عدو كبير عد فتحصن)؛ فإن قرئت من اليمين كانت كما أراد الروم، وإذا قرئت من الشمال كان تحذيراً للمسلمين.
كلمة عربية واحدة من القرآن الكريم، تترجم إلى اللغة الإنجليزية بسبع (7) كلمات؛ فكلمة واحدة من القرآن الكريم “أنلزمكموها” يقابلها سبع كلمات باللغة الإنجليزية shall we combel you to accebt it
“فأسقيناكموه|.. لفظة واحدة فيها (حرف عطف، وفعل، وفاعل، ومفعول أول، ومفعول ثان).