تخاطبه أمه باللسان الأجنبي ولم يبلغ الرابعة من عمره وتتتباهى بمفرداته أمام صديقاتها وجاراتها، بينما يعجز لسان ضادها لفظاً وسلوكاً وتعبيراً، هي عقدة التصاغر تجاه اللغات الأجنبية يعاني منها أغلب أبناء اللغة العربية وخاصة الشباب، وتظرفاً يخلطون على ألسنتهم الأجنبية بالعربية لتصبح عادة اجتماعية مألوفة بينهم، وإذاسألتهم عن لغتهم الأم اتهموها بالصعوبة في قواعدها وإملائها، وبعجزها عن مجاراة العصر.
اكتساب لغة أجنبية وإتقانها ضرورة حضارية، هو تفاعل بين الأصالة والمعاصرة، ولكن بشرط أن يكون في جو من الندية، وفي منأى عن الدونية والانبهار والاستلاب، ومن لايعلم فإن مرحلة الطفولة هي العصر الذهبي لاكتساب اللغة بصورة عفوية إذا توافرت البيئة المشجعة والسليمة والنقية وغير الملوثة لغوياً بعامية تسود الشارع والبيت والمدرسة وغيرها.
محاولات وجهود كبيرة لتمكين لغتنا الجميلة _من قرارت وندوات ومؤتمرات_ للنهوض بها ،لن تؤتي ثمارها إن لم نبر نحن أبناءها بها، ويكون ذلك بالتشبث بحبل لغة الضاد ذلك الخيط الذي ينقل تراث الآباء والأجداد إلى الأبناء والأحفاد، ويالها من سعادة، وأنت تراقب مباراة شعرية أو تعبيرية تنافسية أسبوعية أو شهرية في الصف الواحد وبين الصفوف، وتتسع لتشمل المدارس ليستقيم اللسان، وينعكس على صحة القلم في التعبير الكتابي، وتخصيص جوائز تشجيعية للناشطين المتميزين لغوياً.
أن يكون هناك يوم عالمي للغة العربية (وقد صادف أول أمس) فهذا يعني أن لغتنا لها من الأهمية والاهتمام ما يليق بها، كيف لاوهي لغة الجمال وسره في الضاد تجمعنا على مائدتها الثرة بالمفردات، وثوبها الذي يقبل الأزياء وحروفها الأكثروفاء وشمولاً.