الثورة – خاص:
استأنف محافظ السويداء، مصطفى البكور، مهامه الرسمية في المحافظة بعد نحو شهر من تقديم استقالته، إثراقتحام مسلحين لمكتبه واحتجازه داخله في حادثة أثارت جدلاً واسعاً، وشكّلت نقطة تحول في العلاقة بين السلطة المركزية والمجتمع المحلي في السويداء.
وقد عاد البكور برفقة وفد رسمي من دمشق، في وقت تعيش فيه المحافظة على وقع انفلات أمني غير مسبوق، وارتفاع حاد في جرائم القتل خلال الأسابيع الأخيرة، وبدأ البكور نشاطه بجولة تفقدية على المراكزالامتحانية برفقة وزيرالتربية وممثل عن وزارة الداخلية، في خطوة قرأها متابعون بوصفها رسالة طمأنة موجهة إلى الشارع، بعد فترة من الفراغ الإداري.
وشهدت المحافظة في اليوم ذاته رفع العلم السوري مجدداً فوق مبنى المحافظة، في إشارة إلى توافق نسبي بين الحكومة والفعاليات المحلية، لا سيما بعد مقررات “مؤتمر السويداء العام”، التي شددت على وحدة الأراضي السورية وعودة الرايات الدينية إلى أماكنها الطبيعية داخل دورالعبادة.
وفي سياق تعزيزالتواصل مع المرجعيات الروحية، أجرى البكور سلسلة زيارات هامة، شملت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز ومشيخة العقل، فزارالشيخ حكمت الهجري في دارة قنوات، واطمأن على صحة الشيخ حمود الحناوي في مشفى الحكمة، كما توجه إلى دارالطائفة حيث استقبله الشيخ يوسف جربوع.
وجاءت هذه التحركات في إطار جهود ترميم العلاقة بين الحكومة والبيئة الدينية والاجتماعية في المحافظة، والتي لعب البكور دوراً محورياً في تحسينها قبل غيابه، كما شارك البكور في تشييع ضحايا قرية خربا بالريف الغربي للسويداء، الذين قضوا في التفجيرالذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق، في إشارة رمزية إلى التضامن الوطني في مواجهة الإرهاب.
مصادر أفادت بأن الأسبوع الماضي شهد اتصالات مكثفة بين مشايخ الطائفة الدرزية ودوائر الحكومة السورية في دمشق، وصفت بالإيجابية، وتناولت بحث عدد من المطالب العالقة، في محاولة للتوصل إلى صيغ توافقية تعززالاستقراروتخفف من حالة التوترالقائم، في وقت يزداد فيه القلق من تدهورالحالة الأمنية في المحافظة.