الثورة- رنا بدري سلوم :
وأنت تتابع الفنون الجميلة في أيام الفن التشكيلي السوري السادس بعنوان “الهوية والتجديد” في المتحف الوطني بدمشق، تستعيد الأصالة والجمال، بدءاً من لوحات فنيّة وتحف وأوانٍ فخاريّة، وصولاً إلى الخط العربي وغيره، تعبر أمام جماليّات المشهد بألوانه ومجسّداته المفعمة بالحياة، يلفت نظرك الأواني الفخارية ناعمة الملمس أنيقة الصورة بهية الشكل، وإذا أمعنت أكثر تعرف أنها بصمة المهندسة الفنانة إميلي فرح وهويتها الفنية، التي احترفتها بعد أربعين عاماً في تشكيل المجسمات الفخاريّة الجماليّة عالية المستوى، كيف لا وهي كما أوضحت لصحيفة الثورة خلال أيام الفن التشكيلي السوري السادس أنها أحبت العمل اليدوي حد التماهي فبذلت الوقت والجهد في تنمية موهبتها الإبداعية، لتخلق من الفخار الجامد روحاً جديدة، مكتسبة الخبرة من الدورات التدريبيّة في معهد الفنون التطبيقية ودراسة متخصصة لمدة عامين في فرنسا وخوض غمار العمل في أكبر المدن العالمية التي تهتم بهذه الحرفة.
لم تتخل فرح عن أصالة الحرفة العربية بل عملت في مجسماتها الخزفية على ربط هوية التراث العريق بالمستقبل المتجدد، لتبقى الحرفة تواكب العصر، وعن آلية العمل بها تشير إلى أن العمل في الزخرفة والفخار ليس عمليّة سهلة، بل يحتاج إلى تفرّغ وجهد ودقة ملاحظة، خاصة أن المادة الأولية في الفخار هي طين معين يتم تصفيته لإزالة الشوائب منه ثم العمل على قوالب لبناء الشكل ويتم التجفيف في درجة حرارة عالية “حوالي 900 درجة”، وتُضاف بعدها طبقة زجاجية لإعطاء ألوان وبريق، وتلك الطبقة لها أكاسيد تمنح اللون المناسب.