اعتدنا في كل عام على تخلي المصارف وشركات التأمين عن زبائنها الكرام، فالأولى تتوقف عن أغلب عملياتها بما فيها القروض من دون سابق إنذار، إضافة إلى التحكم بحجم المبلغ الذي يريد سحبه الزبون، وإعطائه جزءاً من إيداعاته بالقطارة.
وعلى الرغم من أنه في نهاية العام قد يكون عميل المصرف في أحوج ما يكون لاستخدام إيداعاته، ولا نستغرب أن الأمر قد يشمل الصرافات الآلية أي حتى الرواتب الشهرية.
وأما الثانية وهي شركات التأمين، وتحديداً ما يتعلق بالتأمين الصحي، اعتادت تلك الشركات على إيقاف بطاقات التأمين عن الاستخدام أيضاً خلال الشهر الأخير من العام مكتفية بخدماتها التي باتت بالقطارة خلال العام.
وأدت لتخلي الكثير من المراكزالصحية و الأطباء و الصيادلة عن التعامل مع بطاقة التأمين، ما انعكس على خيارات المشتركين بالتأمين أيضاً، والمقصود هناالموظفون في القطاع العام المؤمنون لدى شركات التأمين الصحي.
المهم أن المصارف وشركات التأمين، وربما الكثير من الفعاليات الاقتصادية التي يحتاجها المواطن في نهاية العام، تواجهه بالجرد والحسابات في الوقت غير المناسب، وحتى لو أن الأمر يتكرر كل عام فإنه من الصعب تذكر ذلك كل عام.
لكن ثمة تبريراً يمكن أن نقبله من قبل المصارف حول جرد حسابات العام الذي لم ينتهِ بعد فيما يتعلق بمنح القروض، لكن أن يواجه العميل مشكلة في السحب هو الأمر المستغرب، والذي بات يعتبر مشكلة مقلقة حتى في الأيام العادية قد تتسبب بخسارة العميل نتيجة تكرار مشكلة عدم القدرة على السحب، وخاصة لدى مصارف القطاع العام، ويمكن هنا للعميل أن يتحسب قبل وقوع المشكلة.
لكن فيما يتعلق بشركات التأمين الصحي كيف سيتحكم المشترك بالتأمين بصحته ويحسب حساباته أن لا يمرض مع نهاية العام، وربما كل الأمراض تجتمع نهاية العام مع بداية شهر كانون الأول نتيجة اشتداد درجات البرد وما ينتج عنها من أمراض الانفلونزا بأنواعها، وكذلك أمراض المفاصل وغيرها.
ويمكن للمشترك أن يكون بأفضل حال خلال عام بأكمله، إلا أنه قد يمرض نهاية العام وبالتالي لا يمكنه استخدام بطاقة التأمين الصحي ويذهب رصيد ما دفعه وما دفعته مؤسسته لمصلحته.
وعليه لابد من إعادة النظر في توقيت جرد الحسابات وفصله عن حاجات المشتركين والعملاء وخاصة لدى المصارف وشركات التأمين الذين أمنوا طيلة العام ما لديهم في تلك المؤسسات، إلا أنهم للأسف يواجهون في كل عام بتوقيتات جرد، الحسابات وغيرها من دون إعلان مسبق يتيح لهم تقدير حساباتهم، ناهيك عن الحسابات المفاجئة على الصعيد العملي والاجتماعي والصحي .
السابق
التالي