الثورة – هشام اللحام:
كانت قمة الدوري الكروي، المسمّى بالممتاز، والتي جمعت الفتوة المتصدر وجبلة الوصيف سلبية، وكأن هذه النتيجة جاءت بهذا الشكل لتكون عنواناً ليس للدوري فقط بل لواقع الكرة السورية ككل.
نعم فعندما تكون الملاعب سيئة إلى هذا الحد المخجل والمباريات منقولة تلفزيونياً، فالأمر لا يتعلق بمباراة أو ملعب أو مسابقة، بل يتعلق بإدارة فاشلة لم تستطع منذ سنوات أن تجد حلاً لسوء الملاعب من جميع النواحي وخاصة أرضها، وكأن هذه المشكلة لها علاقة بالفيزياء والكيمياء وعلم الذرة!
وللأسف كل الملاعب على هذه الحال على الرغم مما يصرف من أموال تحت بند الصيانة والنتيجة كما شاهدناها يوم الجمعة أمس.
ويزيد الأمر سوءاً ذلك التجاهل واللامبالاة من اتحاد كرة القدم، الذي اتضح للجميع أن كل همّ أعضائه السياحة والسفر، بعد الوصول إلى هذا المكان المغري، ولم نسمع مرة أن الاتحاد- رئيساً وأعضاء وخاصة الباحثين عن الشهرة والذين يستعرضون عضلاتهم بإنجازات وهمية، هؤلاء لم يبحثوا مع مسؤولي المنشآت والملاعب إصلاحها وصيانتها على الرغم من أن نجاح الاتحاد مرتبط بها وهي الأساس، فبقدر ما تكون الملاعب جيدة يتطور المستوى وتكون الفكرة جيدة عن الاتحاد ولعبته.
– شباك ممزقة..
الشباك الممزقة.. هي أيضاً مرآة لحال الاتحاد الذي تمزق لكثرة ما سجل في مرماه من أهداف بسبب الأخطاء التي هي في رأي الكثيرين أخطاء فادحة تتطلب المحاسبة والمساءلة، هذا إذا لم يكن لدى أعضاء الاتحاد الشعور بالمسؤولية ليستقيلوا ويتركوا الميدان ليأتي من هم أجدر، وبالطبع من قاتل وصال وجال في المحافظات وسعى لكرسي في الاتحاد لن يستقيل.
نعم شباك ممزقة اخترقتها كرة هدف الفوز للكرامة في مباراته مع تشرين، ولولا وضوح الحالة للاعبين لكانت هناك مشكلة واعتراض وربما شغب.
– هروب محترف..
هذا العنوان ليس لفيلم، ولكنه خبر من نادي الفتوة الذي أعلن هروب لاعبه المحترف ماركوس ليلة مباراته مع جبلة، حيث تبين أنه غادر سورية دون علم أحد، لتحمّل إدارة النادي المسؤولية لإداريي الفريق الذين لم يقوموا باتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحول دون الهروب وخاصة بوجود عقد، وستلجأ إدارة الفتوة إلى الاتحاد الدولي للحفاظ على حقوقها.
وما حدث في نادي الفتوة صورة مصغرة لما يحدث من أخطاء ومشكلات في كرتنا تعكس الإهمال وقلة الخبرة، فما يحدث مع المنتخبات منذ سنوات وفي مناسبات كثيرة أكبر بكثير، لقد نسوا جوازات سفر للاعبين في تصفيات كأس العالم السابقة، وسمعنا عن نسيان لاعبين في مطارات، وهناك الكثير مما عُلم وما لم يعلم.
هذا هو حال كرتنا التي يبحث القائمون عليها عما يسترون به تقصيرهم وأخطاءهم بالبحث عن محترفين مغتربين لعلهم يكونوا منقذين، فهل إذا نجح المحترفون المستوردون يعني أن كرتنا بخير؟