يؤكد الاحتلال الإسرائيلي توحشه من خلال حرب الإبادة على قطاع غزه دون أي اعتبار للقيم الإنسانية أو حقوق الإنسان، حيث يكثف العدو الإسرائيلي بشكل وحشي استهدافه للأطفال والنساء والشيوخ من خلال قصف الأماكن التي يلجأ إليها المواطنون العزل، مؤكداً بذلك وجود مخطط لإبادة أكبر عدد من الفلسطينيين وتهجير ما تبقى من السكان عن منازلهم وديارهم، مستخدماً في عدوانه كل أصناف الأسلحة الثقيلة والطائرات والأسلحة المحرمة دولياً والمصنعة أميركيا، ضارباً بذلك عرض الحائط بكل القوانين والشرائع الدولية، ومستفيداً من الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمة الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن أو الاشتراك المباشر بالعدوان على غزة.
خلال الأيام الثلاثة الأخيرة قامت طائرات الاحتلال العسكرية بشن سلسلة غارات على مخيم المغازي وأماكن أخرى في القطاع ما أدى إلى استشهاد نحو 250 شهيداً فلسطينياً وجرح المئات معظمهم من الأطفال والنساء دون أن تحرك الدول الغربية ساكناً، وكأن ضمائر المسؤولين في هذه الدول ميتة أو متحجرة، لأنها لم تتأثر بأشلاء الأطفال وأنين من هم تحت الأنقاض، الأمر الذي يؤكد أن الغرب الاستعماري متورط بكل نقطة دم نزفت من طفل أو امرأة أو شيخ فلسطيني آمن.
وما يؤكد تورط الولايات المتحدة الأميركية في العدوان على غزه وهدر دم الفلسطينيين استخدام الفيتو في مجلس الأمن الذي يطالب بوقف العدوان الإسرائيلي، أما الدول الغربية فالأحداث تؤكد تشجيع الدول الاستعمارية لكيان الاحتلال على الإمعان في جرائمه ومجازره من خلال تقديم الدعم العسكري، وكذلك الدعم السياسي في المحافل الدولية، بل إن قادة تلك الدول جعلت من كيان الاحتلال مركزاً لزياراتهم من أجل تقديم الدعم وتشجيع الاحتلال على الاستمرار في حرب الإبادة، وقتل الأطفال والنساء في غزة.
المراقب للعدوان الإسرائيلي على القطاع وصمود المقاومة الفلسطينية يدرك أن حكومة العدو التي وضعت أجندة عدوانية للعدوان في مقدمتها القضاء على المقاومة وتهجير السكان قد فشلت فشلاً ذريعاً، فالمقاومة تكبد العدو خسائر فادحة بالأرواح والمعدات العسكرية، وتدمر الدبابات والأسلحة الثقيلة التي كان يتفاخر بها الكيان الغاصب، الأمر الذي يؤكد فشل مخطط حكومة العدو التي لم تفلح سوى بالقتل والتدمير، وهذا ليس مفاجئاً لأن الحكومات المتعاقبة منذ إنشاء هذا الكيان وحتى الآن تتبع هذه الوحشية التي باتت سياسة إسرائيلية ثابتة، وهي تزداد وحشية مع كل حكومة إسرائيلية، وبالمقابل المقاومة تفاجئ العدو بسلاحها وصمودها وأنها أقوى من أي وقت مضى، وأن مخططات العدو من فشل إلى فشل.