تبدو الأيام القليلة التي تسبق قدوم العام الجديد كجردة حساب، نعيد فيها حساباتنا، ما الذي أنجزناه؟
هل أنجزنا ما تمنيناه في الوقت نفسه من العام الماضي؟ وإن لم نفعل، فكيف نتكيف مع العثرات؟ وهل سنحافظ على عهودنا بالتمني وعدم الإنجاز؟
وهل تعثّرنا سببه نحن أم الظرف، الذي في كثير من الأحيان يخلق شخصيات تخشى العبور الزمني نحو أفق لم تعتاده؟ الأمر الذي يجعل خطواتها مترددة، تتخوف أي تغير، مهما كان بسيطاً.
ليس أقسى من الزمن حين يعبر خالياً من الإنجاز الفردي أو الجمعي، أو خالياً من المعنى، ولا يمكننا أن نعبث بالزمن من دون أن يتلاعب بنا ويرمينا في فراغه.
لا ينتشلنا من هذا الفراغ واللا معنى، سوى الانسياق نحو عمق وجوهر يطول الاشتغال عليه، ولكنه ينقذنا من ندم حين تتسارع الأيام ولا نشعر بالندم إلا والروزنامة تنقلب باتجاهات شتى، كأنها رياح في صحراء عدمية نتوه عبرها، وحين نقترب من الطريق الرئيسي تضيع أمتعتنا.
ولا يصبح للأمتعة أهمية إلا حين نحتاجها، وإلا فإن الرياح حسناً ما فعلته حين أزاحتها من طريقنا لتعلن بداية جديدة نتخفف عبرها من كل ما لا يلزمنا.
من المهم جداً أن نتخفف مما لا يلزمنا ونحن نعبر نحو عام جديد، حتى التخفيف الفكري والنفسي من كل ما علق في أرواحنا وأذهاننا، علنا نحظى ببدايات جديدة، غنية لا نفكر بها إلا بطرق تعيننا على حياة تعتني بكل ما خف وزنه وغلا ثمنه.
ليل اليوم ننتقل إلى عام جديد، كل ما نتمناه أن تكون سنة متفردة ملأى بالمحبة والإنجاز.
السابق
التالي