الثورة – يمن سليمان عباس:
منذ أن قرأت كتابها الممتع “رحلة جبلية صعبة” وهي مذكراتها التي كانت تنشرها، شدتني الشاعرة فدوى طوقان بكل ما لديها من ألم في طفولتها وأمل في النصر، ولاسيما قصيدتها “لن أبكي” .. وفدوى طوقان هي التي استطاعت أن تكسر طوق الحصار الاجتماعي .
اليوم مع بداية عام جديد، وثمة جراح كبيرة في وطننا في غزة، عدوان همجي على كل فلسطين، سوف نتلو هذه الصلاة التي رنمتها فدوى طوقان..
صلاة إلى العام الجديد
في يدينا لك أشواق جديدة
في مآقينا تسابيح، وألحان فريدة
سوف نزجيها قرابين غناء في يديك
يا مطلاً أملاً عذب الورود
يا غنياً بالأماني والوعود
ما الذي تحمله من أجلنا؟
ماذا لديك!
أعطنا حباً، فبالحب كنوز الخير فينا
تتفجّر
وأغانينا ستخضرّ على الحبّ وتزهر
وستنهلّ عطاءً
وثراءً
وخصوبة
ونعيد
أعطنا أجنحة نفتح بها أفق الصعود
ننطلق من كهفنا من عزلة –
أعطنا نوراً يشقّ الظلمات المدلهمّة
وعلى دفق سناه
ندفع الخطو إلى ذروة قمّة
نجتني منها انتصارات الحياة.
سلام لأطفال غزة الذين نسيهم العالم، وهم يعانون البرد والجوع والموت المجاني، سلام لكل أطفال العالم، وكم نتوق أن يكون العام الجديد أملاً وخيراً لكل أطفال العالم، ونردد مع من قال : اللهم نجنا من الغرور الذي لا ينحني أمام عظمة وبراءة الطفولة.