ربما لا يمكن أن نتجاهل أو نغض الطرف عما جرى في عام نودع لحظاته الأخيرة ونحن نتوجه إلى الله أن يذهب ويمضي ويحمل معه كل حزن وهم وأسى، لتكون بداية عام 2024 عام خير وسلام على الجميع، وأن يعيش الناس في ربوع بلادهم وهم ينعمون بخيراته، بعيداً عن جشع الطامعين وتسلط الطغاة على ثروات بلادنا باستجرار جائر ونهم لا تحدّه حدود.
وعلى الرغم من الظروف الضاغطة التي نعيشها في ظل حصار اقتصادي، يكاد يعصر قلوب الجميع، نجد تلك الإرادة التي قل نظيرها عند أفراد الشعب، فهم يستطيعون بذكاء نادر وحكمة وصبر أن يديروا أزماتهم من أجل حياة لا تشوبها التحديات، وبإيمان صادق وتفاؤل أن هذه السحابة السوداء لابد أن تمضي ويظهر نور الاستقرار والرخاء من جديد، فقد اعتاد أبناء جلدتنا على تلك الأزمات والحروب، واستطاعوا أن يخرجوا منها منتصرين، لتكون البداية الجديدة مبشرة بالقادمات من الأيام أن تحمل الخير والأمان لبلد الخير والأمان.
منذ ساعات قليلة ودعنا عاماً حمل في طياته الكثير من الحزن والفقد والدمار، وعاش فيه أهلنا في فلسطين حرباً هي الأكثر شراسة في تاريخ البشرية، فقد أبدعت شيطنة المستعمر الغاصب في فنون القتل والخراب واستهداف الأطفال على وجه الخصوص بدم بارد أمام مرأى وصمت العالم جميعه، ما يؤكد أن ثمة تحالف الكثير منهم مع تلك الأيدي الآثمة التي تقتل وتدمر من دون وازع إنساني، ضاربة عرض الحائط بقوانين الحرب وضوابطها، فقد أعمى الحقد عيونهم، فأصبحت ضرباتهم خبط عشواء بوحشية غير مسبوقة.
واليوم إذ نبدأ عامنا الجديد نحمل الأمل في قلوبنا والرجاء أن يكون عام سلام وأمن وأمان على بلادنا، وأن يحل السلام في ربوع فلسطين والشعوب المستهدفة من المستعمر الغاصب، زادنا في ذلك ما جاء في سفر التاريخ، أن لكل مستعمر جولة طالت أو قصرت، لكنه إلى زوال لامحالة، وسيأتي يوم يجر فيه ذيول الخيبة والهزيمة ويرحل، وتعلن الشعوب انتصاراتها بقوة إيمانها وعزيمتها ومقاومتها الصادقة..
وكل عام ووطننا بألف خير وسلام.
السابق
التالي