د. مازن سليم خضور
مجموعة من الرسائل التي طرحت مع إقدام الاحتلال الإسرائيلي على استهداف مكتب تابع للمقاومة الفلسطينية في لبنان ما أسفر عن استشهاد مجموعة من عناصر وقادة الحركة وعلى رأسهم الشهيد صالح العاروري فما هي الرسائل ولمن؟
البعض يرى أن جريمة اغتيال العاروري تحمل رسائل متعددة ولجهات مختلفة أولى هذه الرسائل هي لقادة المقاومة لاسيما من هم في الخارج ومن تتهمهم إسرائيل بأنهم العقل المخطط لطوفان الأقصى بأنهم ليسوا بمأمن عن حرب الإبادة والإجرام الحاصل في قطاع غزة وأيضاً في الضفة الغربية.
الرسالة الثانية هي لبقية فصائل المقاومة في المنطقة لاسيما حزب الله خاصة أن الاستهداف جاء في الضاحية الجنوبية لبيروت وهي محسوبة للحزب كتواجد وكحاضنة شعبية بالرغم من أن بعض الجهات في الكيان حاولت التنصل من هذه الإشارة بالمسارعة إلى اعتبار عملية الاستهداف هي عملية ضد حركة حماس لم يكن حزب الله أو لبنان هدفا فيها !
الرسالة الثالثة هي لمحور المقاومة ككل بأن حكام الكيان على استعداد لحماقة أكبر لتوسيع الحرب الحاصلة في غزة وفتح جبهات جديدة _ بمعزل عن نتائج وخسائر المعارك _ علما أن هذه الرسالة جاءت بعد أيام من رسالة عبر قيام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف العميد رضي موسوي القائد في الحرس الثوري الإيراني .
الرسالة الرابعة كانت للغرب بشكل عام وللولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص الذي حاول التنصل من مسؤولية هذا الاستهداف حيث أوضح مسؤول في البنتاغون أن إسرائيل هي المسؤولة عن العملية ولم تطلع الجانب الأمريكي بشأنها إلا خلال تنفيذها.!
الرسالة في هذا الاتجاه بأن الكيان الإسرائيلي مستمر في حربه خاصة بعدما قرأ البعض بأن الولايات المتحدة لا ترغب في استمرار هذه الحرب _رغم الدعم اللا محدود_ وهذا ما أشار إليه البعض من أن الولايات المتحدة تحاول الضغط على الكيان في هذا الموضوع من خلال إعادة حاملة الطائرات الأميركية “يو أس أس جيرالد فورد” إلى مينائها الرئيسي، بعد أشهر من الخدمة الإضافية في البحر الأبيض المتوسط لتوفير الحماية لإسرائيل كذلك رد الوزير المتطرف إيتمار بن غفير الذي قال: نقوم بما فيه مصلحة إسرائيل ولسنا نجمة على العلم الأمريكي جاء ذلك عقب بيان أمريكي ندّد بتصريحات أدلى بها بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير بشأن عودة مستوطنين يهود إلى قطاع غزة بعد الحرب الحالية مع تشجيع السكان الفلسطينيين على الهجرة من القطاع.
الرسالة الخامسة كانت للداخل الإسرائيلي مطالبة منه التوحد، هذا الداخل الذي يشهد صراعا و انقسامات كبيرة نشأت منذ التعديلات القضائية وتنامت في حرب غزة وهذا ما كشفه تقرير من صحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية”عن الانقسام الداخلي في إسرائيل حول كيفية إنهاء هذه الحرب!
الانقسامات ظهرت بشكل كبير بين المطالبين بوقف الحرب بسبب الخسائر الكبيرة وعدم النجاح في تحرير من هم في قبضة المقاومة وبين الأكثر تطرفا الذي يدعوا إلى استمرار هذه الحرب.
الرسالة الاخيرة التي أراد الاحتلال إيصالها للعالم أجمع بأنه كيان قائم على الدم والإرهاب وبأنه عابر للقانون الدولي
أمام هذه الرسائل ما هي الخطوات المتوقعة التي تلي هذه الجريمة لا سيما أن السيد حسن نصر الله كان قد أشار إلى أن أي اغتيال على الأراضي اللبنانية لأي شخصية لبنانية أو فلسطينية أو إيرانية أو سورية أو أي تابعية ينتمي إليها سيلقى الرد القوي ولن يسمح بأن تفتح ساحة لبنان للاغتيالات وعلى إسرائيل أن تفهم هذا جيداً وهذا ما أكده في خطابه بعد اغتيال العاروري حين أكد أن الاغتيال جريمة خطرة لن تبقى من دون رد وعقاب وبيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي.
وبالتالي حتماً سيكون رد فعل لما حصل ولكن كيف هل سيكون عبر فتح أشمل وأعم لجبهة الجنوب اللبناني أم سيكون استهداف لشخصيات اسرائيلية كبيرة أم سيكون عبر أكثر من جبهة سواء في سورية ولبنان أو عبر فصائل المقاومة العراقية واليمنية سيناريوهات عدة مطروحة نعلم تفاصيلها مع قادمات الأيام؟
….