الثورة:
حملت بداية العام الجديد 2024 إضاءة ثقافية مدهشة لثلاثة مدن أوروبية عالمية مميزة حصلت مجتمعة على لقب عواصم الثقافة الأوروبية، فقد دخلت مدن بودو في النرويج، وتارتو في إستونيا، وباد إيشل في النمسا، العام الجديد وقد أصبحت فيه عواصم للثقافة الأوروبية لتحمل لواء ثقافات مثقفيها، وفنون فنانيها، وإبداعات مبديعها لتعيد بعثها ونشرها عبر مختلف الأقطار الأوروبية والعالمية.
فلدى المدن الاوروبية الثلاثة خطط كبيرة لعامها المشترك ولقبها الثقافي المشترك، فقد تم التخطيط لعرض الثروات الثقافية للمدن الأوروبية الثلاثة خاصة وأنها تكاد لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه، ففي كل عام، يتم تعيين مدن جديدة تمثل التنوع المذهل للمناظر الطبيعية والتاريخ في أوروبا وما ينتج عنه من تراث نمط الحياة الفريد في أجزاء مختلفة من الاتحاد الأوروبي، حيث تسعى الدول الثلاثة عبر جدول حافل بالفعاليات الثقافية والفنية والإبداعية، يمتد على مدار العام 2024:
جذب انتباه المزيد من الزوار وجلبهم من بلدانهم من أوروبا ومن جميع أنحاء العالم لاكتشاف أو إعادة اكتشاف ما يجعل هذه “عواصم الثقافة” مميزة.
تمنح الفعاليات والأحداث المصاحبة تمويل الاتحاد الأوروبي لتجديد الأصول الثقافية والاحتفاظ بها.
ضمن الاستعدادات للفعاليات سيتم إنشاء العديد من المباني والمؤسسات التراثية للحفاظ على الثقافة المحلية للأجيال القادمة.
تنشيط السياحة الثقافية لدى الدول الثلاث، حيث لم يسمع الكثيرون أبدًا عن هذه المدن الواقعة في أقصى أركان الاتحاد الأوروبي، ومن ثم فإن هذا الاختيار سيضمن إعادة وضعها على قائمة السفر لدى الكثيرين من خلال المشاركة فى الفعاليات أو حتى متابعتها والاستمتاع بها.
عواصم الثقافة الأوروبية لعام 2024
باد إيشل، النمسا: فعاليات ثقافية وفنية تحت شعار “الملح والماء”
من المقرر أن تُقام فعاليات اختيار باد إيشل أحد عواصم الثقافة الأوروبية تحت شعار الملح والماء، حيث يُطلق على الملح هناك الذهب الأبيض، ومن المعروف أن المدينة منتجعًا صحيًا رومانسيًا، فقد تم استخراج الملح في منطقة سالزكامرغوت حيث تقع باد إيشل منذ 7000 عام.
كانت المنطقة من قبل بمثابة مصيف مميز للنبلاء النمساويين فقد أمضى الإمبراطور فرانز جوزيف الأول والإمبراطورة سيسي منذ العام 1853، العديد من فصول الصيف في باد إيشل.
إلى جانب 22 بلدية أخرى في منطقة سالزكامرغوت الأوسع؛ تخطط المدينة لإظهار الجانب المذهل من المناظر الطبيعية الرائعة لجبال الألب في أكثر من 300 مشروع، تؤكد أمينة البرنامج إليزابيث شفايجر على أهمية الاستفادة من هذا الحدث العالمي لتسليط الضوء على الجوانب الإيجابية والسلبية لهذه المنطقة بأكملها وعدم تحويل (عام العاصمة الثقافية الأوروبية) إلى عروض للألعاب النارية أو مهرجان تقليدي للفنون فقط. لقد تطورت المدينة بسبب الملح، وأصبحت مؤثرة اقتصاديًا بالملح، وبالملح ستواجه مستقبلها. الآن حان الوقت لإضافة عنصر أساسي آخر: الثقافة. إنها محرك الاستدامة في سالزكامرغوت وخارجها.
تارتو فعاليات ثقافية وفنية تحت شعار “فنون البقاء الأربعة”
لطالما اعتبرت تارتو قلب وروح دولة إستونيا الصغيرة في شمال شرق أوروبا، حيث تهدف إلى جذب المزيد من الانتباه فتصبح أكثر بروزاً خارج إستونيا من خلال أكثر من 1000 فعالية يتم التخطيط لها.
تقدم هذه المدينة الغنية ثقافيًا والتي تقع في قلب منطقة البلطيق في شمال شرق أوروبا مزيجًا من التاريخ والأوساط الأكاديمية والجمال الطبيعي. تارتو هي ثاني أكبر مدينة في إستونيا، بعد العاصمة تالين، وعلى عكس تالين، وهي مدينة ساحلية رئيسية على بحر البلطيق، فإن تارتو تقع في الداخل، على مرمى حجر من البحيرة التي تفصل إستونيا عن روسيا.
في ظل اختيار تارتو أحد عواصم الثقافة الأوروبية لعام 2024، ستُقام الفعاليات والمشاريع الثقافية والفنية تحت عنوان: “فنون البقاء”. وهي تكرس لفنون البقاء الأربعة: التفرد، والاستدامة، والوعي، والإبداع المشترك، التي توفر المعرفة والمهارات والقيم التي ستساعدنا على عيش حياة جيدة في المستقبل، كما سيتم إيلاء اهتمام خاص للصحة العقلية، من خلال مقاهي الصحة العقلية والعروض الكوميدية التي تسمح للناس بمشاركة تجاربهم في مجال الصحة العقلية.
بودو، أول عاصمة للثقافة الأوروبية شمال الدائرة القطبية الشمالية
لا تسعى مدينة بودو، بالنرويج، أول عاصمة للثقافة الأوروبية شمال الدائرة القطبية الشمالية لتقديم طبيعة القطب الشمالي الخلابة فقط، وإنما ترنو لتقديم مهرجان ثقافي مستدام أيضاً. يتم فيه التركيز بشكل خاص على الثقافة القومية والفنون الإبداعية المحلية للسكان الأصليين في المنطقة..
بودو هي واحدة من أكبر المجتمعات الساحلية المميزة في القطب الشمالي بالنرويج. وهي معروفة بمناظرها الجبلية الساحلية المثيرة والمناظر الطبيعية للمضيق البحري، والشفق القطبي الشمالي، وأكبر دوامة في العالم، حيث تتدفق أمواج المد والجزر الضخمة.
تسعى بودو عبر برنامجها الخاص باختيارها أحد عواصم الثقافة الاوروبية في عام 2024 حول الإضاءة على الثقافة المحلية التي غالبًا ما يتم تجاهلها. حيث يُعد “Bodo2024” أكبر مشروع ثقافي يقام في شمال النرويج حتى الآن.
يتمتع السكان الأصليون في القطب الشمالي في الدول الاسكندنافية ببرلماناتهم الخاصة، ولغتهم ونمط حياتهم الشمالي التقليدي، ومهاراتهم وثقافتهم، وكلها سيتم تسليط الضوء عليها كجزء من الفعاليات المكرسة للحفاظ على الإرث الثقافي لهذا العام، وتسعى بودو إلى أن تكون العاصمة الثقافية الأوروبية الأكثر استدامة. ففي الربيع، ستستضيف ما يسميه المنظمون “الحفلة الموسيقية الأكثر استدامة في العالم”، والتي تحمل عنوان “الموسيقى النقية”
من المقرر أن يتم الافتتاح الرسمي لعاصمة الثقافة الأوروبية:
في باد إيشل في 20 من شهر كانون الثاني الجاري.
في تارتو في 26 من شهر كانون الثاني الجاري.
في بودو في الثالث من شباط المقبل.