الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
تمت المناقشات حول استئناف الاجتماع الثلاثي بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية بتفاؤل حذر. فقد بدأت المناقشات التعاونية بين الدول الثلاث عام 1999 كاجتماع غير رسمي حول القضايا الأمنية بين رؤساء الدول تحت رعاية مجموعة الآسيان زائد ثلاثة (APT) في مانيلا، وقد قوبلت المناقشات التعاونية بين الدول الثلاث بقدر كبير من التشكيك.
ولكن بحلول العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تم إنشاء “استراتيجية عمل” تغطي مجالات مثل حقوق الملكية الفكرية، والحفاظ على الموارد، والضرورات الأمنية، ونزع السلاح النووي في “كوريا الشمالية”.
وحتى برغم أن الظروف الثنائية المتوترة استمرت في تقويض الاجتماعات الثلاثية، فإن الاجتماعات قد تمت على المستوى الأدنى حيث أصبح تمرين الطاولة الثلاثي لعام 2013 إطاراً تشغيلياً مهماً للاستجابة المشتركة للكوارث الطبيعية، بعد زلزال اليابان عام 2011 والانهيار النووي في فوكوشيما.
لم تكن التطورات الأخيرة في الجغرافيا السياسية في شمال شرق آسيا مواتية من وجهة نظر بكين. ومن المتوقع أن يؤدي التحسن الكبير في العلاقات الثنائية بين طوكيو وسيؤل مع واشنطن والاجتماع الثلاثي الأول بين الثلاثة في وقت سابق من عام 2023 إلى تغيير معادلة المنطقة ببطء .
ومن المتوقع أيضاً أن تبذل بكين جهوداً لجعل سيؤل وطوكيو تنجذبان بعيداً عن مجال نفوذ واشنطن، وأحد هذه السبل هو المنتدى الثلاثي لـ CJK.
ورغم أن الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الصين واليابان وكوريا الجنوبية أثار التكهنات حول إحياء العمل الثلاثي، فإن الطريقة التي انتهى بها هذا الاجتماع تشير إلى ما ينتظر المجموعة في المستقبل القريب على الأقل.
وتصادف أن اليابان واحدة من أكبر خمسة مستثمرين أجانب في الصين، في حين تعد كوريا الجنوبية وتايوان من أكبر مستوردي السلع والخدمات الصينية.
وتزدهر العلاقة التجارية الثلاثية مع استمرار الصين في استيراد السلع الوسيطة من اليابان وكوريا الجنوبية لمعالجتها وتحويلها إلى منتجات نهائية وشحنها إلى دول آسيوية أخرى بالإضافة إلى الولايات المتحدة.
ومن وجهة نظر بكين، فإن الاعتماد على الزخم الذي توفره الشراكة الاقتصادية الشاملة القائمة بالفعل مع كوريا (منذ عام 2010) واتفاق مماثل مع اليابان (منذ عام 2011) ، فإن شراكة مماثلة مع الصين على المستوى الثنائي لن تؤدي فقط إلى تخفيف العديد من الخلافات القائمة، ولكن أيضاً إلى تمهيد الطريق لشبكة تعاونية متعددة الأطراف.
وبالتالي، أثار الاجتماع الأخير لكبار دبلوماسيي CJK في بوسان موجة من التخمينات، مع تقارير عن مطالبة اليابان بإزالة الحظر الصيني على المأكولات البحرية اليابانية وسط تصريف طوكيو المثير للجدل لمياه الصرف الصحي المعالجة المشعة من فوكوشيما، مما أثار حواراً مقتضباً حيث عارض وانغ يي “التصرفات غير المسؤولة” من جانب اليابان، ودعا إلى مراقبة مستقلة للعملية.
ولكن من الأهمية بمكان أن يكون هناك تركيز كبير على تعميق العلاقات من أجل الابتكار والتقدم والعلاقات ذات المنفعة المتبادلة، مع التركيز على الحفاظ على زخم التكامل الاقتصادي الإقليمي. واتفق وزراء الخارجية الثلاثة على تعزيز التعاون في قطاعات الأمن والبيئة والتكنولوجيا والاقتصاد.
ومن المحتمل أن يتم الإعداد لعقد قمة ثلاثية، وقد يشهد الاجتماع في أوائل العام المقبل إعادة فتح مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية، فضلاً عن استراتيجيات التعاون الثلاثي والمناقشات حول الاهتمامات العالمية المتنوعة.
ومع ذلك، فإن القمة الثلاثية، الأولى بعد عام 2019، قيد الإعداد منذ فترة مع القليل من المعلومات بشأن الموعد المحتمل لعقدها بالفعل. وبغض النظر عن مشهد اجتماع وزراء الخارجية في تشرين الثاني الماضي، يبدو أنه لا يوجد سوى القليل من الزخم البناء لثلاثية CJK لسببين رئيسيين، أولا، كانت بكين تعزز علاقاتها مع بيونغ يانغ بشكل مطرد، وكان آخرها التقارب في أعقاب الاجتماع بين وزراء الخارجية الثلاثة، وثانياً، لم تكن محاولات بكين لسحب سيؤل وطوكيو بعيداً عن واشنطن كافية في أحسن الأحوال.
والتقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي أيضاً بنظيريه الياباني والكوري الجنوبي وأكد على “الإخلاص” الذي يتعين على كل منهم إظهاره في المجموعة.
لكن جوهر رسائل الصين في الاجتماعات الثنائية، وكذلك الرسالة بين الاجتماعات الثلاثة، كان التأكيد على أن الولايات المتحدة كانت خارجية في المنطقة وأن اليابان وجمهورية كوريا يجب أن تلتزما بخط الصين، لذلك، في الوقت الحالي، لا يبدو أن الثلاثي CJK لديه مستقبل متفائل.
المصدر – مؤسسة أبحاث أوبزيرفر
