لم تستطع التحديات التي تواجه المجتمع العربي على غير صعيد، إن كان على المستوى المحلي أو ما يجري في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص، أن تثني من عزيمة المسرحيين للاحتفال بيوم مسرحهم العربي الذي يصادف في اليوم العاشر من هذا الشهر، لإيمانهم وكما جاء في رسالة الفنانة نضال الأشقر بأن” المسرح يعيد الإنسان إلى روحه وجذوره ووجدانه، ويربطه ربطاً سحرياً بأرضه ولغته وتاريخه ومستقبله، والمسرح في تكوينه يرفض كل ما يفرّق، ويجمع تحت سقف واحد جمهوراً متعدد الانتماءات، ويحرض على الحوار المثمر، فيشكل بدوره فضاءً حقيقياً للمقاومة الثقافية”.
وستشهد العاصمة بغداد تظاهرة مسرحية كبيرة في احتضانها لهذه المناسبة، التي تؤكد أهمية دور المسرح في حياة الشعوب، وقد أثبت” أبو الفنون” عبر مسيرته الحافلة دوره في تبني قضايا المجتمع وبث الوعي في صفوف أبناء الشعب من خلال طرحه المنهجي ومحاكاته لما يجري في الواقع، وتسليط الضوء على السلبيات وطرح الحلول للنهوض بالمجتمع عبر تكريس الظواهر الإيجابية وتحفيز الشعور بالمسؤولية والانتماء للوطن.
ولأن المسرح من أقدر الفنون على الوصول إلى عقل ووعي المتلقي، لابدّ أن يجد التفاتة تليق بمكانته من المعنيين بالشأن الثقافي، فمن يتابع ما يدور في كواليس المسرح في بلادنا، يجد الكثير من التحديات التي تقف عائقاً حقيقياً في وجه تقدمه وتطوره، ورغم ذلك يسعى عشاقه من المخرجين والفنانين للتمسك بهذا الفن الذي يشكل بالنسبة لهم الحياة في ألوانها، والمشعل الذي ينير الطريق عندما يسود الظلام.
وفي هذه العجالة لابدّ أيضاً من التأكيد على أهمية عودة المهرجانات المسرحية، التي شكلت يوماً ظاهرة ثقافية لافتة، وقدمت أعمالا لا تزال في الذاكرة، ولطالما كانت سورية عنواناً حضارياً تستقطب الفعاليات الفنية المسرحية منها والسينمائية، فهل نعيد ذاك الألق، ونحن الأجدر بقيادة مشاعل الثقافة والتنوير، والأقدرعلى صياغة حضارة تليق بأصالتنا وتراثنا العريق؟
كلّ عام ومسرحيوالعرب بخير ومسرحيونا بألف خير وفي ألق دائم.