الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
قال السفير الأرجنتيني السابق لدى الصين سابينو فاكا نارفاجا في مقابلة حصرية مع صحيفة غلوبال تايمز إن “الحكومة الجديدة، ذات التحيز الواضح والمنظور الأيديولوجي، ستسبب ضرراً جسيماً للاقتصاد الأرجنتيني”.
وانتقد السفير قرار خافيير مايلي، رئيس الأرجنتين المنتخب حديثاً، بعدم الانضمام إلى إطار مجموعة البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، وشدد على أهمية بنك التنمية الجديد الذي أنشأته دول البريكس للأرجنتين في بناء اقتصاد قوي ونظام مالي جديد قائم على الإنتاج والتطوير، ووجد قرار حكومة مايلي “محيراً”.
إضافة إلى ذلك، قال إن هذا القرار يسيء أيضاً إلى الدول الشريكة المهمة التي دعمت بقوة عضوية الأرجنتين في البريكس، مما يضر بالمصالح الوطنية للأرجنتين.
في آب 2023، شهدت قمة البريكس في جنوب أفريقيا توسعاً تاريخياً، حيث رحبت بستة أعضاء جدد: المملكة العربية السعودية، وإيران، والإمارات العربية المتحدة، وإثيوبيا، ومصر، والأرجنتين. وكان من المقرر أصلاً أن تدخل العضوية حيز التنفيذ اعتباراً من 1 كانون الثاني 2024، ومع ذلك، في 30 كانون الأول 2023، أعلن مايلي أن الأرجنتين لن تنضم إلى البريكس.
وبحسب تقارير إعلامية، بعث مايلي برسالة إلى زعماء دول البريكس، تفيد فيها بأن التوقيت الحالي لانضمام الأرجنتين إلى المنظمة “غير مناسب”. وقال المحللون إن الغرض من قرار حكومة مايلي هو الحصول على تمويل من الولايات المتحدة من خلال صندوق النقد الدولي أو مستثمري القطاع الخاص.
وجاء قرار مايلي في وقت تواجه فيه الأرجنتين أزمة اقتصادية متفاقمة، وقد أثار انتقادات من العديد من المهنيين في القطاعين الاقتصادي والدبلوماسي داخل الأرجنتين، وكان نارفاجا من بين النقاد.
شغل نارفاجا منصب سفير الأرجنتين لدى الصين خلال رئاسة ألبرتو فرنانديز، وهي حكومة ذات توجه يساري سعت بنشاط إلى عضوية الأرجنتين في مجموعة البريكس. واعتقدت حكومة فرنانديز أن الانضمام إلى مجموعة البريكس سيوفر فرصة كبيرة للأرجنتين لدخول الأسواق الناشئة.
وقال نارفاجا لصحيفة غلوبال تايمز إنه إذا تمكنت الأرجنتين من الانضمام إلى مجموعة البريكس الموسعة، فإن ذلك سيعزز التنمية الاقتصادية للبلاد، وشدد على أن العديد من الاقتصادات داخل مجموعة البريكس والأرجنتين لديها هياكل اقتصادية متكاملة للغاية.
علاوة على ذلك، فإن النطاق الاقتصادي المجمع لمجموعة البريكس يتجاوز نظيره في مجموعة السبع، حيث أعربت أكثر من 50 دولة في جميع أنحاء العالم عن استعدادها للانضمام إلى الكتلة، التي تقودها الاقتصادات الناشئة.
وقال نارفاجا إنه في السنوات القليلة الماضية، لعبت دول البريكس دوراً تنسيقياً حاسماً خلال أوقات الأزمات. ويشمل ذلك توفير الإمدادات واللقاحات لبلدان أخرى وتقديم القروض للاقتصادات الناشئة من خلال بنك التنمية الجديد. ومع توسيع العضوية، ستشمل مجموعة البريكس 45 في المائة من سكان العالم، وسيكون أكثر من 80 في المائة من المستهلكين الجدد من هذه البلدان.
وفي الوقت نفسه، تمتلك دول البريكس موارد طبيعية وفيرة، بما في ذلك النفط والغاز والمعادن الاستراتيجية مما يساهم بنحو 44 في المائة من إنتاج النفط الخام العالمي. وقال إن كل هذه العوامل لها أهمية كبيرة بالنسبة للآفاق الاقتصادية للأرجنتين.
وأضاف الدبلوماسي السابق:”يلعب بنك التنمية الجديد دوراً حاسماً بالنسبة للأرجنتين في بناء نظام مالي جديد قائم على الإنتاج والتنمية. ويمكنه توفير الأدوات المالية، بما في ذلك الأموال لمواجهة التقلبات الدورية وقروض التنمية، والتي يمكن أن تجلب فوائد كثيرة للأرجنتين التي تحتاج إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية وتحتاج إلى زيادة الصادرات والدخل من النقد الأجنبي، وبالتالي فإن قرار الحكومة الجديدة برفض الانضمام إلى إطار البريكس أمر محير حقاً”.
وتعد الصين حالياً ثاني أكبر شريك تجاري للأرجنتين، والسوق الرئيس لصادرات المنتجات الزراعية، وثالث أكبر مصدر للاستثمار. وقد وصلت التجارة الثنائية بين الصين والأرجنتين إلى ما يقرب من 25.5 مليار دولار في العام الماضي، وعلى الرغم من الظروف المعاكسة مثل جائحة كوفيد-19، تحدت التجارة الثنائية الصعاب وزادت بنسبة 54.7 في المائة على مدى السنوات الست الماضية.
وفي عام 2022، انضمت إدارة فرنانديز رسمياً إلى مبادرة الحزام والطريق، وفي عام 2023، وقعت خطة تعاون مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق. ويعتقد المحللون على نطاق واسع أن تعاون الأرجنتين مع الصين يساهم في تطوير بنيتها التحتية ويسهل سداد ديونها لصندوق النقد الدولي.
المصدر- غلوبال تايمز