الثورة:
أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور الحكم دندي أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال الاستمرار بعدوانه على الشعب الفلسطيني واعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية واللبنانية إلى إشعال المنطقة وتفجيرها بشكلٍ لا يمكن احتواؤه، مشيراً إلى أن منع الولايات المتّحدة مجلس الأمن من اعتماد قرار لوقف العدوان على قطاع غزة يثبت أنها شريكٌ في قتل الشعب الفلسطيني وفي كل جرائم الاحتلال بالمنطقة.
وقال دندي خلال جلسة للجمعية العامة اليوم: إن هذا الاجتماع المهم يأتي نتيجة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لـ “الفيتو” خلال جلسة مجلس الأمن التي عُقدت في إطار بند “الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية” بتاريخ الـ 22 من كانون الأول 2023، وذلك لحماية “إسرائيل” وتوفير الحصانة لها ومواصلتها لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وللإبادة الجماعية التي ترتكبها دون خشية من مساءلة أو عقاب، كما ينضم وفدي إلى البيان الذي أدلى به المندوب الدائم للبحرين باسم المجموعة العربية.
وأضاف دندي: لقد أدانت بلادي سورية إلى جانب الغالبية العظمى من دول العالم الجرائم التي ارتكبها وما يزال يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ليس فقط في غزّة ولكن في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وبالرغم من ذلك فإن القوة القائمة بالاحتلال لا تزال تتبجح بممارسة القتل والتدمير الممنهج والتهجير القسري والحصار الجائر لقطاع غزة، بالإضافة إلى استخدامها للأسلحة المحرّمة دولياً بما في ذلك القنابل الفوسفورية الحارقة، وتهديدها باستخدام القنبلة الذرية، ضاربةً عرض الحائط بميثاق الأمم المتحدة وكل القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية، وقد شهد العالمُ أجمع على وحشية هذا العدوان ومجازره بحق أهلنا في غزة حيث استشهد حتى الآن ما يزيد على ثلاثة وعشرين ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال إلى جانب عدد كبير غير مسبوق من طواقم الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني والصحفيين، إضافة إلى إصابة وفقدان عشرات الآلاف.
وتابع دندي: إن عرقلة الولايات المتّحدة مجلس الأمن لمدةٍ فاقت ثلاثة أشهر، للاضطلاع بولايته في حفظ السلم والأمن الدوليين والتعامل مع العدوان الهمجي الإسرائيلي رغم الطابع الملح لهذه المأساة الإنسانية والعدد الكبير من الضحايا، ورُغم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لتفعيل المادة الـ 99 من الميثاق، والمطالبة الواسعة بالتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم، ينمُّ بشكلٍ جلي عن سلوك غير مسؤول من قبل الإدارة الأمريكية ويمثّل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ويفضح زيف شعاراتها بشأن حرصها على المدنيين، ويثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها شريكٌ في قتل الشعب الفلسطيني وفي كل جرائم الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.
وقال دندي: إن سورية تدين استخدام الولايات المتحدة الأمريكية المشين لـ “الفيتو” مجدداً لإطالة أمد المجازر الدموية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وإسقاطها للتعديل الروسي على القرار 2720 بعد أن سبق لها وأن عطّلت على مدى عقود وضع القرارات الأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي موضع التنفيذ بما يضع حداً للاحتلال ويعيد الأمن والسلم للمنطقة، ولقد آن الأوان لكي تدرك الولايات المتّحدة حجم المسؤولية التي تقع على عاتقها كعضوٍ دائمٍ في مجلس الأمن وأن ترتقي بسلوكها إلى مستوى تلك المسؤولية وأن تكف عن انحيازها الأعمى للكيان الإسرائيلي المارق وأن تعمل بجدّيةٍ لوقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف دندي: إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى من خلال الإصرار على الاستمرار بعدوانها على الشعب الفلسطيني وإشعال المنطقة وتفجيرِها بشكلٍ لا يمكن احتواءُه، بما في ذلك من خلال انتهاكاتها بحق أهلنا في الجولان السوري المحتل، واعتداءاتها المتكررة على الأراضي السورية عبر استهدافها للمطارات المدنية والبنى التحتية بالإضافة إلى اعتداءاتها على لبنان، إلى تصدير أزمتها الداخلية وفشلها في إسكات صوت الحق والمطالب الوطنية المشروعة في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، الأمر الذي يثبت بأن “إسرائيل” أداةً لتهديد السلم والأمن الإقليمي والدولي ونشر الفوضى ودعم الإرهاب في المنطقة بغطاءٍ من الولايات المتحدة.
وتابع دندي: إن سورية تؤكد مجدداً وقوفَها إلى جانبِ الحقوق غير القابلة للتصرف الشعبِ الفلسطينيِ الشقيق من أجل نضالِهِ لتحريرِ أرضِهِ المحتلّة وإقامةِ دولتهِ المستقلةِ ذاتِ السيادةِ وعاصمتُها القدس وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة وتشدد على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي ووضعِ حدٍ لجرائمه وتقديم الدعم الإنساني العاجل للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، ومنع التهجير القسري، وضمان مساءلة “إسرائيل” وداعميها وعدم إفلاتهم من العقاب.