الجشع يجعل الأشخاص أكثر غضباً وعدائية

الثورة:
تكشف الأبحاث الحديثة في علم الأعصاب حقيقة عميقة: إن السعي الدؤوب لتحقيق الثروة والنجاح، والذي غالباً ما يتم التفاخر به، يمكن أن يؤدي إلى ضائقة عاطفية ونفسية كبيرة.
حيث تتعمق هذه الدراسة التي ضمت أكثر من 400 فرد، في سمات أو خصائص الشخصية الجشعة (خ ش ج) greed personality trait وتأثيراتها العاطفية.
وتكشف أن وجود مستويات عالية من هذه الخصائص يرتبط بزيادة الاكتئاب والغضب والعدوان. يمتد هذا الارتباط إلى ما هو أبعد من السلوك إلى بنية الدماغ؛ حيث تشير بيانات تصوير الشبكات العصبية إلى حصول تأثيرات كبيرة على مناطق محددة في الدماغ، لدى أولئك الذين لديهم سمات جشع أعلى.
لم يُبلغ المشاركون الحاصلون على درجات أعلى في اختبار «خ ش ج» عن حصول مزيد من المشاعر السلبية لديهم فحسب؛ بل أظهروا أيضاً أنماطاً عصبية مميزة؛ إذ كشف التصوير العصبي أن المناطق المرتبطة بتنظيم العواطف، وصنع القرار، والتعاطف، أظهرت أنماطاً مميزة من التنشيط لدى هؤلاء الأفراد.
ويشير هذا إلى أن الجشع يمكن أن يغير وظائف المخ بشكل أساسي، ما يؤدي إلى زيادة الميل للمشاعر السلبية. ومن الناحية الاقتصادية، فإن الثقافة التي تكافئ الجشع تؤدي إلى عدم الاستقرار المالي.
في بيئات الشركات، يمكن أن تؤدي هذه الروح إلى ثقافات عمل سامة فيؤثر سلباً على الأداء التنظيمي.
من الناحية النفسية، تقدم هذه الدراسات نظرة ثاقبة حول الأعمال الداخلية للجشع، فالأفراد الذين يعانون من ارتفاع «خ ش ج» يقعون في دائرة من المقارنة المستمرة وعدم الرضا، ما يؤدي إلى الاضطرابات العاطفية.
يعد هذا الفهم أمراً بالغ الأهمية لتعزيز القيم المجتمعية والتنظيمية الصحية، مع التركيز على الرفاهية النفسية والنجاح المستدام على المكاسب قصيرة المدى.
حيث إن اكتشافات هذه الدراسة لها آثار عميقة على ثقافة مكان العمل، ففي البيئات التي يتم فيها تقدير الجشع ومكافأته، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من النتائج السلبية. غالباً ما تعزز أماكن العمل هذه ثقافة المنافسة الشرسة والفردية، ما يطغى على توجهات العمل الجماعي والتعاون. وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر، وانخفاض الرضا الوظيفي، وارتفاع معدل دوران الموظفين، ما يؤثر في نهاية المطاف على الإنتاجية التنظيمية والروح المعنوية.
حيث إن تشجيع ثقافة السلوك الاجتماعي الإيجابي لا يؤدي إلى تحسين رفاهية الموظفين فحسب؛ بل يمكنه أيضاً تعزيز الأداء التنظيمي العام. يتضمن هذا النهج إعادة التفكير في أنظمة المكافآت، وأساليب القيادة، وسياسات الشركة لدعم بيئة عمل أكثر شمولية وإنسانية.
من خلال إعادة تقييم قيمنا وسلوكياتنا، يمكننا رعاية مجتمعات ومنظمات أكثر دعماً وناجحة، والتخفيف من الآثار السلبية للجشع وتعزيز ثقافة الرفاهية الجماعية.

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة