وزير الخارجية الصيني يقدم رؤية بلاده في 2024.. التقارب مع الجيران.. المضي بـ “الحزام والطريق” و”بريكس” وبناء نمط جديد من العلاقات الدولية.. دعم السلام بالعالم وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
الثورة – المحرر السياسي:
عرض وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم أهداف بلاده خلال العام الجديد 2024 وقال إن الصين ستتحلى دائماً بالثقة والاعتماد على النفس، وستفي بواجباتها كدولة كبرى مسؤولة.
وقدَّم وزير الخارجية، وهو عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني رؤية بلاده للعمل الدبلوماسي خلال العام الجديد، وذلك أثناء إلقائه كلمة خلال ندوة عن الوضع الدولي والعلاقات الخارجية للصين في 2023.
ونقلت شينخوا عن الوزير قوله إن الصين سوف تفسح المجال كاملاً للدور الاستراتيجي الريادي لدبلوماسية رئيس الدولة، وتبذل قصارى جهدها لضمان نجاح الفعاليات التي تشمل منتدى التعاون الصيني الإفريقي، ومنتدى “بواو” الآسيوي، ومعرض الصين الدولي للواردات، ومنتدى العمل العالمي من أجل التنمية التشاركية.
وقال إن عام 2023 هو عام شهدت فيه العلاقات الدولية تطورات كبيرة وبعيدة المدى، كما هو عام حقق فيه التحديث الصيني النمط تقدماً راسخاً، وتم تعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية بشكل مطرد، وضخ زخم جديد في مستقبل أفضل.
وأضاف بأن الصين سوف تحمي بقوة سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، وتسعى جاهدة لتوفير بيئة خارجية مواتية لبناء نمط تنموي جديد وتحقيق تنمية عالية الجودة، مشيرا إلى أن الصين ستتحمل بحزم مسؤولياتها بشأن القضايا الكبرى المتعلقة بالوحدة والتعاون بين الدول النامية وبالحقوق المشروعة لهذه الدول، فضلاً عن القضايا الكبرى المتعلقة بمستقبل البشرية ومصيرها واتجاه التنمية العالمية.
وأوضح وانغ أن الصين ستظل ملتزمة بالانفتاح والشمول، وستعمل على تعزيز شبكة الشراكات العالمية وتوسيعها مشدداً على أن الصين سوف تنفذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا الصين والولايات المتحدة في سان فرانسيسكو، وتعمق الثقة الاستراتيجية المتبادلة والتعاون متبادل المنفعة بينها وروسيا، وذلك من أجل تعزيز شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد.
وتابع قائلاً إن الصين ستزيد من التبادلات رفيعة المستوي والتواصل الاستراتيجي مع الاتحاد الأوروبي، من أجل تعزيز النمو المطرد والمستدام للعلاقات بينهما، مضيفاً بأن البلاد ستواصل تعزيز الصداقة والثقة المتبادلة وتقارب المصالح مع جيرانها، والعمل جنباً إلى جنب مع الدول النامية الأخرى، والاتحاد مع دول بريكس، وتعزيز بناء نمط جديد من العلاقات الدولية.
وبين الوزير أن الصين ستسعى بنشاط أيضاً إلى تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية، وتعزيز القيم المشتركة للبشرية، وتعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات، وتعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين شعوب جميع البلدان.
وأردف وانغ قائلاً إن الصين سوف تتمسك دائما بالنزاهة والعدالة، وتؤيد بناء عالم متعدد الأقطاب يقوم على النظام والمساواة، وتمارس تعددية حقيقية، وتعزز الديمقراطية في العلاقات الدولية، وتدعم المساواة بين جميع البلدان.
وفي سياق دعوته جميع الدول إلى التمسك معا بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وحماية الأعراف الأساسية المعترف بها عالميا التي تحكم العلاقات الدولية، والمشاركة في إصلاح نظام الحوكمة العالمية وبنائه، قال وانغ إن الصين سوف تنفذ بصورة كاملة مبادرة الأمن العالمي، وتدعم النزاهة والعدالة، وتدعم محادثات السلام بصورة فعالة، وتلعب دورا بناء في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأزمة الأوكرانية وغيرهما من القضايا الساخنة على المستويين العالمي والإقليمي، وتوفر المزيد من المنافع العامة التي تساعد على تحقيق السلام والتنمية في العالم.
وأضاف بأن الصين ستواصل السعي لتحقيق التعاون المربح للجميع، وتنشط في تعزيز العولمة الاقتصادية الشاملة التي تعود بالنفع على الجميع، متعهداً بأن بلاده سوف تعارض بحزم كافة أشكال الأحادية والحمائية ومناهَضة العولمة، وتواصل تعزيز تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما، وتسعى جاهدة لحل المشكلات الهيكلية التي تعيق التنمية السليمة للاقتصاد العالمي، مع سعيها للحفاظ على استقرار وسلاسة سلاسل الصناعة والإمداد العالمية.
وأشار إلى أن الصين سوف تعمل على تعزيز تنفيذ مبادرة التنمية العالمية، وتزيد من إسهاماتها في التعاون التنموي العالمي، وتساعد الدول النامية على تحسين قدرتها على تحقيق التنمية المستقلة، وتعمل على جعل العولمة أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا وإفادة للجميع.
واختتم وانغ حديثه بالقول: إن الصين سوف تنفذ أيضاً بصورة كاملة نتائج منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي، وترتقي بجودة التعاون وتوسع مجالاته، وتواصل توفير فرص جديدة للعالم عبر التنمية الجديدة في الصين.