أ.د. جورج جبور:
كلمات معدودات قبل ساعاتٍ من بدء جنوب إفريقيا مرافعتها أمام محكمة العدل الدولية.
دار نقاش مستنير قبل مدة ليست بعيدة بيني وبين صديق بشأن سؤال افتراضي يمكن أن يُصاغ كما يلي: كيف يمكن لقاضٍ دولي كبير أن يتجنب الشعور بالمسؤولية وهو يتلقى أخبار ما يجري في فلسطين؟
ما أزال عند رأيٍ عبرت عنه آنذاك وخلاصته أن العدالة فوق القانون حتى في القانون الداخلي المحكم.
ألا يُقال حتى في نظام القانون المدني أن القاضي يصنع القانون؟ فإذا كان هذا ما يتم في دولةِ قانونٍ خالٍ من الثغرات معد للتنفيذ فكيف في حال القانون الدولي العام وأشقائه المتكاثرين؟
سيكون اختلاف بين قضاة محكمة العدل الدولية وهي الأرسخ في تقاليدها من أخواتها الصغار.. سيكون اختلاف بدءاً من الساعات الأولى وسيستمر.. وستكون لدينا لاحقاً ثروة من القرارات والآراء المستقلة.
إلا أن من الواضح لي جداً أن مجرد انعقاد المحكمة بعد ساعات سيساعد على وقف إطلاق النار وأن استمرار الانعقاد سيجر اللورد بلفور إلى قاعة المحكمة إن لم يدخل إليها اليوم.
لماذا؟ نحن في عصر القانون الدولي المعاصر وآيته ميثاق الأمم المتحدة ودرته المادة الأولى المؤكدة على حق تقرير المصير.
والتحية إلى جامعة دمشق التي ربما كانت وحيدة في العالم حين تدارست حصيلة 100 عام على إقرار صك الانتداب وأبلغت نتيجة تدارسها إلى السيد غوتيريش ناصحة إياه بالتوجه إلى لاهاي، والتحية إلى حكومة جنوب إفريقيا التي توجهت فعلاً إلى لاهاي.. ووصلت.
دمشق الساعة الخامسة صباح الخميس 11 ك ثاني 2024.
*رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي قيد التأسيس
ومؤسس ورئيس الرابطة السورية الأمم المتحدة منذ الإشهار ربيع 2005 وحتى خريف 2022.