الخبر يقول (بدأت محكمة العدل الدولية أمس أولى جلساتها لمحاكمة كيان الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة).
الجلسة كانت بناءً على دعوى رفعتها دولة جنوب أفريقيا وأيدتها عشرات الدول، حيث قدمت جنوب أفريقيا إلى المحكمة ملفاً محكماً من 84 صفحة، جمعت فيه أدلة على (قتل الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين في غزة، وخلق ظروف لإلحاق التدمير الجسدي بهم، ما يعتبر جريمة إبادة جماعية ضدهم).
ما قامت به دولة جنوب إفريقيا عمل إنساني وسياسي دبلوماسي رفيع الغايات، وتصرف أخلاقي وتحدي في وجه الطغاة لابد أن يُحدِث أثراً على طريق لجم كيان الاحتلال عن جرائمه بحق الإنسانية في الأراضي المحتلة.
جنوب أفريقيا طلبت اتخاذ إجراءات عاجلة تأمر “إسرائيل” بوقف عدوانها في قطاع غزة، بينما تستمع المحكمة إلى الأسس القانونية للقضية في عملية قد تستمر لفترة طويلة، وهذا الأمر ليس في مصلحة أهلنا في فلسطين، فهم في أمس الحاجة لتحرك جنائي سريع يوقف ما يتعرضون له من حرب إبادة فاقت كل حد وتصور.
جنوب أفريقيا قالت كلمة حق أمام محكمة العدل الدولية وبينت أن الشعب الفلسطيني تعرض للنكبة في عام 1948، وجردته “إسرائيل” من حقوقه غير القابلة للتصرف، مثل حق العودة وتقرير المصير.
أصداء الموقف الذي سطرته جنوب أفريقيا أمام (العدل الدولية) لابد وأن تتردد في جميع المحافل الدولية لوقف السياسات التمييزية التي ترتكبها “إسرائيل” تجاه الشعب الفلسطيني، ولعل أجمل ما قيل في المحكمة ما أدلى به وكيل جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بقوله “نحن وممثلو دولة فلسطين وحقوق الإنسان نرفع هذه الدعوى المدعومة بالتقارير بالنيابة عن مواطني قطاع غزة الذين لا يستطيعون العيش بأمن”.
ما تفعله “إسرائيل” مستخدمة الحصانة الظالمة التي تمنح لها، لابد أن يوضع له حد ونهاية، كونه ينتهك اتفاقية الإبادة الجماعية، وفي هذا سبب كاف لوقف وحشيتها التي تتصاعد في غزة كل يوم يستمر فيه العدوان، حيث دفعت السكان في غزة إلى حافة المجاعة، بعد قتلهم بالصواريخ والقنابل وقطع جميع سبل الحياة في القطاع المنكوب.
منهل إبراهيم