الثورة – هراير جوانيان:
تعتبر المجموعة الخامسة في نهائيات كأس إفريقيا 2024، قوية بوجود ثلاثة منتخبات يمكنها أن تنافس على التأهل إلى الدور الثاني من البطولة، بل إن منتخب تونس الذي يترأس هذه المجموعة، يطمح إلى الوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة، وفق تصريحات مدربه جلال القادري، الذي أشار إلى أنه اتفق مع الاتحاد التونسي على تحقيق هذا الهدف، كشرط لتمديد عقده، وتضم هذه المجموعة منتخبات تونس ومالي وجنوب إفريقيا وناميبيا.
ويسعى نسور قرطاج، خلال هذه المشاركة إلى تدارك أزمات الدور الأول التي واجهها في الدورة الماضية أو التي سبقت، ففي المناسبتين تأهل ضمن أفضل أصحاب المركز الثالث، حيث كان مهدداً بمغادرة البطولة منذ الدور .
ويطارد المنتخب التونسي اللقب الثاني في مسيرته بعد 20 سنة من تتويجه الأول في عام 2004 في تونس، ولكن لا تبدو له قدرات من أجل حصد البطولة، رغم أنه يملك الرقم القياسي في عدد المشاركات توالياً في البطولة حيث لم يغب عن البطولة منذ عام 1994.
ولم تشهد قائمة منتخب تونس تغييرات كبيرة قياساً بالنسخة الماضية، كما أن مدربه جلال القادري، كان حاضراً في النسخة الماضية كمساعد، وقاد المنتخب في لقاء نيجيريا في ثمن النهائي الذي شهد انتصار تونس، قبل أن يتولى المهمة لاحقاً، وبالتالي فهو على دراية بالمجموعة بحكم أنه أصبح المدرب الأول منذ أكثر من عام، كما أن الكثير من اللاعبين يملكون خبرة بالمواعيد القارية وخاصة يوسف المساكني، الذي يشارك في البطولة للمرة الثامنة، في إنجاز تاريخي في سجله الشخصي، وهو اللاعب الذي يعتمد عليه النسور كثيراً لصنع الفارق بعد اعتزال المهاجم وهبي الخزري اللعب دولياً منذ نهائيات كأس العالم في قطر.
وقد شهدت قائمة تونس الكثير من المفاجآت، أهمها استبعاد حنبعل المجبري الذي فضّل التركيز على مباريات فريقه الإنكليزي مانشستر يونايتد، ورغم ذلك فإن بروز بعض الأسماء في المدة الأخيرة، وخاصة المهاجم إلياس العاشوري يعطي الجماهير التونسية أملاً كبيراً في مشاهدة منتخبها متألقاً في البطولة.
ويظهر منتخب مالي منافساً قوياً لمنتخب تونس على صدارة المجموعة، بما أنه أظهر في مناسبات سابقة أنه قادر على التألق أمام نسور قرطاج، وخلال المواسم الأخيرة، تقابل المنتخبان في مناسبات عديدة، وحقق منتخب تونس انتصاراً وحيداً في تصفيات كأس العالم 2022، بهدية من منتخب مالي الذي سجل في مرماه هدفاً منح تونس الانتصار.
ويملك المنتخب المالي أسماء قوية تلعب في أوروبا، غير أنه ورغم تحسن نتائج منتخبات الشبان لم يقدر على الذهاب بعيداً في مختلف البطولات التي شارك فيها، وفي كل مرة يكون فيها مرشحاً لصنع الحدث يخيب آمال جماهيره، مثلما حصل في النسخة الأخيرة، ولكنه يبقى قادراً على التأهل إلى الدور الثاني، و في آخر نسختين غادر البطولة منذ الدور ثمن النهائي، كما أن مدربه إيريك شال، يملك خبرة كبيرة ويطمح إلى استثمار ذلك في المسابقات القارية، خاصة أنه يملك مواهب عديدة تألقت في بطولات الشبان، ولهذا فإن مالي يعتبر منافساً قوياً وقادراً على التقدم في البطولة.
و سيحاول منتخب جنوب إفريقيا، أن يستثمر نجاحات صن داونز في المسابقات القارية حتى تكون عودته إلى النهائيات من الباب الكبير، فقد غاب منتخب بافانا بافانا عن المواعيد الكبرى وفشل في إسعاد جماهيره مرات متعددة، ولكن مشواره في التصفيات أظهر تحسناً كبيراً بالنسبة إلى هذا المنتخب الذي يمكنه أن ينافس على بطاقتي التأهل، لاسيما أنه يملك في صفوفه أفضل لاعب في المسابقات الإفريقية وهو برسي تاو لاعب الأهلي المصري، كما أن مدربه البلجيكي هوغو بروش يملك خبرة كبيرة في المباريات الإفريقية، وهو قادر بالتالي على توظيف خبرته من أجل الذهاب بعيداً في البطولة وصنع المفاجأة في المجموعة، رغم التراجع المسجل في المسابقات الماضية، ومع التتويج باللقب في عام 1996 على حساب المنتخب التونسي لم يقدر على معادلة هذا الإنجاز حتى الآن، وخيّب الآمال باستمرار في العديد من المناسبات.
أما المنتخب الرابع في هذه المجموعة، وهو منتخب ناميبيا، فيبدو المنافس الأضعف، وهو المنتخب الذي يطمح الجميع إلى الانتصار عليه وهزمه، بالنظر إلى نقص خبرته وعدم امتلاكه نجوماً من الصف الأول في الدوريات القوية، ورغم أن ماضي البطولة يحتفظ بذكريات عديدة لمنتخبات مغمورة نجحت في صنع الحدث، مثل انتصار منتخب غامبيا على المنتخب التونسي في النسخة الماضية في واحدة من أكبر المفاجآت في النهائيات، وخلال المشاركة الرابعة له في النهائيات فإن منتخب ناميبيا يطمح أساساً إلى التأهل إلى الدور ثمن النهائي في إنجاز تاريخي لهذا المنتخب الذي عانده الحظ.
وتدور مباريات المجموعة الخامسة في ملعب أمادو جون كوليبالي في مدينة كورهوغو، حيث سيواجه المنتخب التونسي في اللقاء الأول منتخب ناميبيا، بينما ستجمع المباراة الثانية مالي بجنوب إفريقيا.