“ذا كريدل”: جنوب أفريقيا تقاضي “إسرائيل” أمام المحكمة الدولية

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
لقد تطلب الأمر من دولة أفريقية، ليست دولة مسلمة، ولكنها عضو في مجموعة البريكس، أن تحاول كسر القيود الحديدية التي نشرتها “الصهيونية” عبر الخوف والقوة المالية والتهديدات المستمرة، مما أدى إلى استعباد ليس الشعب الفلسطيني فحسب، بل أيضاً مساحات واسعة من الكوكب.
ومن خلال تطور العدالة التاريخية، كان على جنوب أفريقيا، الدولة التي تعرف الكثير عن الفصل العنصري، أن تتخذ موقفاً أخلاقياً عالياً وتكون أول من يرفع دعوى ضد الفصل العنصري الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية.
الدعوى المؤلفة من 84 صفحة، والتي تم تقديمها بشكل شامل وموثقة بالكامل في 29 كانون الأول 2023، تعرض تفاصيل جميع الفظائع المستمرة التي تُرتكب في قطاع غزة المُحتل وتتابعها الشعوب في جميع أنحاء العالم.
تطلب جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية، وهي آلية تابعة للأمم المتحدة، شيئاً واضحاً تماماً: أن تعلن أن “إسرائيل” قد انتهكت جميع مسؤولياتها بموجب القانون الدولي منذ 7 تشرين الأول الماضي.
ومهما حدث في لاهاي فقد يذهب إلى ما هو أبعد من الإدانة المحتملة لإسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، لأن بريتوريا و”إسرائيل” عضوان في محكمة العدل الدولية، وبالتالي فإن الأحكام ملزمة.
ومن الناحية النظرية، تتمتع محكمة العدل الدولية بثقل أكبر من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد أية حقائق ثابتة من شأنها تشويه الصورة الذاتية التي رسمتها “إسرائيل” بعناية. والمشكلة شالوحيدة هي أن محكمة العدل الدولية لا تتمتع بسلطة التنفيذ.
إن ما تهدف جنوب أفريقيا إلى تحقيقه من الناحية العملية هو حمل محكمة العدل الدولية على فرض أمر على “إسرائيل” بوقف الحرب والإبادة الجماعية على الفور، وينبغي أن تكون هذه هي الأولوية الأولى.
يحمل طلب بريتوريا ميزة رسم الصورة الكبيرة، في السياق الأوسع لسلوك “إسرائيل” تجاه الفلسطينيين خلال نظام الفصل العنصري واحتلالها  للأراضي الفلسطينية الذي دام 75 عاماُ،   وحصارها لقطاع غزة الذي دام 16 عاماً.

إن “الحقائق” المقدمة من الصفحة 9 من الطلب تتراوح من المذابح العشوائية للمدنيين إلى الطرد الجماعي: “تشير التقديرات إلى أن أكثر من 1.9 مليون فلسطيني من أصل سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، أي ما يقرب من 85 بالمائة من سكان غزة، أجبروا على ترك منازلهم. ولا يوجد مكان آمن لهم للفرار إليه، أما أولئك الذين لا يستطيعون المغادرة أو يرفضون النزوح فقد قُتلوا أو هم معرضون بشدة لخطر القتل في منازلهم.
ولن تكون هناك عودة إلى الوراء: “كما أشار المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان للمشردين داخلياً، فقد تم تدمير المساكن والبنية التحتية المدنية في غزة وسويت بالأرض، مما يحبط أي احتمالات واقعية لعودة النازحين إلى ديارهم، مما يكرر قصة طويلة تاريخ التهجير القسري الجماعي للفلسطينيين على يد “إسرائيل”.
قد يلخص البند 142 من الطلب الحقيقة بأكملها: “يواجه جميع السكان المجاعة: 93 بالمائة من السكان في غزة يواجهون أزمة الجوع، كما يواجه أكثر من واحد من كل أربعة حالة كارثية مع الموت الوشيك”.
على هذه الخلفية، في 25 كانون الأول الماضي، يوم عيد الميلاد، ضاعف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خطابه بشأن الإبادة الجماعية، ووعد: “نحن لن نتوقف، سنواصل القتال في الأيام المقبلة، وسوف تكون المعركة طويلة ولن تقترب من نهايتها”.
لذا، “على سبيل الاستعجال الشديد”، و”في انتظار قرار المحكمة بشأن هذه القضية على أساس موضوعي”، تطالب جنوب أفريقيا باتخاذ تدابير مؤقتة، أولها أن “تعلق “إسرائيل” على الفور أنشطتها العسكرية” في غزة.
وسواء نجحت جهود بريتوريا الحالية أم لا، فمن المرجح أن تكون هذه القضية الأولى من نوعها التي يتم رفعها أمام المحاكم في جميع أنحاء العالم في الأشهر وحتى السنوات المقبلة.
وتشكل مجموعة البريكس، التي تعد جنوب أفريقيا دولة عضواً بالغ الأهمية فيها، جزءاً من موجة جديدة من المنظمات الدولية التي تتحدى الهيمنة الغربية و”نظامها القائم على القواعد”.
وجزئياً، نشأت التعددية القطبية لمعالجة التحول الذي دام عقوداً طويلة بعيداً عن ميثاق الأمم المتحدة والاندفاع نحو الفوضى التي تتجسد في هذه “القواعد” الوهمية.
إن نظام الدولة القومية الذي يقوم عليه النظام العالمي من غير الممكن أن يعمل في غياب القانون الدولي الذي يؤمنه، وبدون القانون سنواجه المزيد من الحروب في العالم.
إن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد “إسرائيل” ضرورية بشكل كبير لوقف هذه الانتهاكات الصارخة للنظام الدولي، ويكاد يكون من المؤكد أنها ستكون الأولى من بين العديد من الدعاوى القضائية ضد “إسرائيل” وحلفائها لإعادة العالم إلى الأمن والاستقرار.
المصدر – ذا كريدل

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص