الثورة – ترجمة رشا غانم:
من المثير للسخرية، ووفقا لوكالة رويترز، أعلن مصدر مسؤول في إدارة بايدن بأن الولايات المتحدة تعارض أي تدخل خارجي في الانتخابات في تايوان، وكأنها ترسل رسالة واضحة للبر الصيني.
دعونا ننظر في الحقائق قليلا، أولا هناك صين واحدة و تايوان جزء أساسي ولا يتجزأ من الصين، الأمر الذي يدركه ويعترف فيه جميع الدول ومن ضمنهم الولايات المتحدة الأمريكية، وحديث الولايات المتحدة الأمريكية عن تدخلات خارجية في الانتخابات هو أمر غير صحيح وغير صادق لأنه نابع من بلاد تاريخها حافل بالتدخلات بالشوؤن الداخلية للبلاد الأخرى، كما أنه لدى الولايات المتحدة تاريخ كاف من التدخلات في الشؤون الداخلية للصين، ونعم يشمل ذلك انتخابات الجزيرة الصينية.
من جانبه، قال المسؤول-الذي تحدث مع الصحفيين شريطة عدم ذكر اسمه، بأن واشنطن تحافظ على موقف محايد فيما يخص الانتخابات وأنها لن تدعم أي مرشح خاص، ولكن إذا كان هذا الحال بالفعل، فإنه من المهم للولايات المتحدة بأن تتجنب إرسال رسائل مضللة للسياسيين في تايوان.
ولزيادة الطين بلة والأمور تعقيدا هو التعاون العسكري المستمر بين الولايات المتحدة وتايوان والمزيد من مبيعات الأسلحة، حيث أن موافقة الولايات المتحدة على صفقة أسلحة بما يقارب ٣٠٠ مليون دولار مباشرة قبل أن تبدأ الانتخابات، تثير الشكوك والأسئلة حول الرسالة المبطنة من ذلك، والأمر الذي من الممكن أن يشكل خطوة استفزازية أخرى لبكين، هو أن مسؤولي الولايات المتحدة يقترحون زيارة غير رسمية لما بعد الانتخابات إلى تايوان، كما أن التفاعلات بين مسؤولي الولايات المتحدة وتايوان وخاصة في تلك المرحلة المشحونة سياسيا، يمكن أن تنظر إليها بكين على أنها استفزازات.
وعلى أي حال، يبدو أن بعض اللاعبين في تايوان يرغبون بالانحياز إلى الولايات المتحدة، وحتى لو على حساب المصالح الأوسع للجزيرة، وللتوضيح:” الخلط بين قمر صناعي من البر الرئيسي وصاروخ في الفترة التي تسبق الانتخابات، الخلط الذي يؤكد الفشل المؤسسي والتعقيدات السياسية والشعور بالعجز في الجزيرة.”
إن اتهام البر الرئيسي الصيني بالتدخل في انتخابات تايوان هو تهمة لا أساس لها، وقد ترغب الولايات المتحدة في التفكير في دورها كمراقب بدلاً من المشاركة النشطة.
هذا ويواجه سكان تايوان خيارا حاسما، فهم لا يحتاجون فقط إلى اختيار قيادة الجزيرة، ولكن أيضا الاختيار بين الحرب أو السلام اعتمادا على سياسات القيادة المستقبلية، والأمل هو أن يتخذ سكان تايوان هذا القرار بحكمة بأنفسهم ولأنفسهم، وبينما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد حان الوقت للتوقف عن الرقص في قاعة رقص شخص آخر.
المصدر – تشاينا ديلي