الثورة – ترجمة رشا غانم:
قصف قوات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لأهداف في اليمن مؤخراً ما هو إلا تصرف غير مسؤول وغير حكيم، ولن يؤدي إلا إلى زيادة تعقيد الحالة في منطقة الشرق الأوسط.
تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على تصعيد الوضع بمثل هذه الإجراءات، نظراً لوجود صلة بين التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر والعدوان الإسرائيلي المستمر ضد غزة، ويجب على واشنطن كبح “تل أبيب” عن إراقة الدماء إذا أرادت وقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر.
وحقيقة أنها لم تفعل ذلك بالفعل، وأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين اختتم للتو زيارته الرابعة إلى الشرق الأوسط مؤخراً منذ اندلاع الحرب على غزة دون الدعوة مرة واحدة إلى وقف إطلاق النار، تشير إلى أن واشنطن تعتزم الاستفادة من الحرب في غزة لإحداث اضطرابات في المنطقة مرة أخرى، ومثلما يبدو أن “تل أبيب” عازمة بشدة على استخدام ما حدث يوم ٧ تشرين الأول لتبرير قيامها بشيء كانت تريد القيام به من فترة طويلة.
إن التوترات المتصاعدة بسرعة في المنطقة مؤخراً تشير إلى أنه لم يقدم بايدن أي شيء للمساعدة في إنهاء الأزمة، وبغض النظر عن الطريقة التي تحاول بها الولايات المتحدة التظاهر بالاهتمام بالسلام والاستقرار في المنطقة، يمكن للعالم بأسره أن يرى بوضوح أنها مكنت “إسرائيل” من رفع مستوى هجومها في غزة إلى نطاق وكثافة يتجاوزان ما تدعي تل أبيب وواشنطن أنه “دفاع عن النفس”.
هذا وهددت قوات اليمن بـ “رد قوي وفعال” بعد ضربة الولايات المتحدة، بعد فترة وجيزة من تجمع مئات الآلاف في صنعاء، عاصمة اليمن، مرددين هتافات تندد بإسرائيل والولايات المتحدة.
يجب أن تدرك واشنطن أن ضرباتها على مدى العقود الماضية في منطقة الشرق الأوسط وأماكن أخرى في العالم، بما في ذلك أفغانستان، لم تولد سوى العداء تجاهها، والبحر الأحمر هو طريق تجاري دولي مهم للسلع والطاقة، وينبغي لجميع الأطراف المعنية، بما فيها واشنطن، أن تسعى إلى الاضطلاع بدور بناء ومسؤول في صون أمن واستقرار البحر الأحمر والمساعدة في إنهاء الحرب على غزة في أقرب وقت ممكن، وهو ما يتماشى مع المصالح المشتركة للمجتمع الدولي.
المصدر – تشاينا ديلي