الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
ينعقد المنتدى الاقتصادي العالمي المرتقب، والمعروف أيضاً باسم “منتدى دافوس”، في مدينة دافوس بسويسرا خلال الفترة من 15 إلى 19 كانون الثاني الجاري، ويجتمع أكثر من 2800 ممثل من أكثر من 120 دولة ومنطقة لاستكشاف مستقبل الاقتصاد العالمي تحت شعار “إعادة بناء الثقة”.
ويشارك رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في حفل افتتاح المنتدى، ويلقي خطاباً كزعيم مدعو.
ينعقد منتدى هذا العام على خلفية الوضع الجيوسياسي والجغرافي الاقتصادي الأكثر تعقيداً منذ عقود من الزمن، والذي لخصته وسائل الإعلام الغربية في أربعة أوضاع: الصراع، والحرب الباردة الجديدة، والمناخ، والفوضى.
ويعلق المجتمع الدولي توقعات كبيرة على المنتدى، حيث يحضره أكثر من 300 شخصية بارزة، من بينهم أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة، على أمل أن يصبح دافوس بمثابة مسرع لتعزيز التعاون.
ولا شك أن مشاركة الصين النشطة وإظهارها لموقف منفتح وتعاوني تمثل إشارة إيجابية يأمل جميع المشاركين في رؤيتها، لأنها أعظم قوة يمكن الاعتماد عليها وسط حالة عدم اليقين الجيو سياسية والاقتصادية العالمية.
ومنذ مشاركتها الأولى في الاجتماع السنوي عام 1979، ظلت الصين مشاركاً نشطاً في منتدى دافوس، الذي أصبح أيضاً أفضل شاهد على تكامل الصين وتنميتها المتبادلة مع العالم.
واليوم، أصبح منتدى دافوس مناسبة هامة للقادة الصينيين لتوضيح مفاهيم التنمية الصينية للعالم الخارجي، ويأمل ممثلو جميع الأطراف في سماع صوت الصين هنا.
ومن خطاب رئيس مجلس الدولة الصيني إلى المناقشات حول اقتصاد الصين والتنمية المستدامة في مختلف أحداث المنتدى، يواصل منتدى دافوس إظهار موقف الصين الثابت تجاه تعميق الانفتاح ودعم العولمة، ومواصلة التنمية المتكاملة والإنجازات المتبادلة مع العالم.
وباعتباره مناسبة سنوية مهمة لفحص نبض الاقتصاد العالمي، فإن منتدى دافوس هذا العام لا يواصل فقط النغمة الرئيسية للعام الماضي وهي “التعاون في عالم مجزأ”، ولكنه يصدر أيضاً مرة أخرى تحذيراً مبكراً حول مخاطر الانقسام والمواجهة في العالم.
فهو يشير بشكل مباشر إلى أزمة الثقة الخطيرة، وهي القضية الأساسية التي تواجه العالم اليوم.
ويأمل المنتدى في توفير فرص جديدة للنمو وخلق ظروف جديدة لتنمية الاقتصاد العالمي الذي يكافح من أجل التعافي.
وكما أشار الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب، فإن المستوى الحالي من التشاؤم غير مسبوق، وإعادة بناء الثقة في المستقبل أمر بالغ الأهمية، كما “تتطلب هذه الروايات الشاملة تعاوناً عالمياً ووطنياً ومحلياً.”
إن السرد المتمثل في تشجيع الدول على العمل معاً للاستجابة للتحديات وتحقيق الرخاء المشترك وبناء مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك هو ما تعمل الصين جاهدة على الدعوة إليه وتنفيذه.
إن المواءمة بين الصين ومنتدى دافوس توضح الاتجاه السائد في العالم وتطلعات الشعوب.
ومن الضروري التأكيد على أنه في البيئة الحالية التي تتسم باستمرار ضعف الاقتصاد العالمي، لا يمكن أبدا تحقيق إعادة بناء الثقة من خلال ما يسمى “إزالة الطابع الصيني”. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال التعميق المستمر للتعاون مع الصين والبدء بالفهم الحقيقي للتنمية المتكاملة التي لا تنفصم بين الصين والعالم.
وفي الإطار الاقتصادي الموجه نحو المستقبل، فإن الصين المتعددة الأبعاد والمتنوعة والديناميكية، وكذلك الصين الثابتة في تعميق الانفتاح ودعم العولمة، تعد بالتأكيد فرصة تنمية وشريكة لجميع دول العالم.
وقد أثار منظمو منتدى دافوس هذا السؤال حول آفاق هذا الاجتماع السنوي على موقعهم الرسمي: هل سيكون العام المقبل فترة “أزمة”؟ أم أن عام 2024 سيكون وقت الحل والتعافي؟ وفيما يتعلق بهذه القضية، فإن الإشارة الإيجابية التي أرسلتها الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم والتي تكمن فيها فرص الازدهار المستقبلي للاقتصاد العالمي، هي بالضبط ما يريد دافوس أن يسمعه أكثر من غيره، وهو أيضاً ما يريد معظم العالم أن يسمعه.
المصدر- غلوبال تايمز