غزة تحت وطأة شبح المجاعة والمرض.. صرخة إنسانية أطلقتها هيئات أممية على استحياء لتضع يدها على جراح القطاع النازفة من دون أن تجد سبيلاً لبلسمة تلك الجراح، يقلم مخالب المحتل الغاصب، ويردعه عن إجرامه، ويحقن ما تبقى من دماء فلسطينية زكية.
أكثر من ٧٠٪ من غزة المنكوبة باتت غير صالحة للحياة.. هناك حيث لا مشافي قادرة على استيعاب أعداد الجرحى أو حتى تقديم مايلزمهم من علاج ودواء.. وحتى المقابرهي أيضاً لم يعد باستطاعتها احتضان جثامين الشهداء الذين تجاوزوا الـ ٢٤ ألفاً.. كل ذلك يجري على مرأى ومسمع مجتمع دولي أصم وأبكم وعاجز بلا حراك.. لا ينهض بمسؤولياته حتى ولو رأى مجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين بأم العين.. أو سمع آهات الأيتام والثكالى.. فلا وجود لضمير حيّ متحرك في قواميسه السياسية طالما أنها مفصلة على مقاييس المشاريع الأميركية..
تحت قبضة محتل غاصب ترزح غزة.. وجرائم الإبادة والتهجير والتجويع والتعطيش التي تشهدها تفضح من جديد وجوه مدعي الإنسانية.. هناك حيث شحذ السيوف.. والختم على الصواريخ الفتّاكة بتواقيع أميركية لتبيد أجساد أطفال غزة قائم على قدم وساق..

التالي