فرص عمل جديدة للموبايلات

أسهب المشاركون في ورشة العمل الحوارية التي أقامها اتحاد نقابات العمال في توصيف واقع سوق العمل في سورية، فالحقيقة أن المراقب لواقع سوق العمل يلاحظ ارتباط السوق بالأزمات والقرارات الحكومية، فكل أزمة تخلق فرص عمل جديدة بغض النظر عن مشروعية هذه الفرص، فمثلاً أزمة الكهرباء أوجدت أسواقاً كاملة للتجهيزات يعمل بها عدد كبير من كافة الفعاليات، ولكن للأسف من دون رقابة على الأسعار والجودة.

كذلك الأمر، التضخم وانخفاض قيمة الليرة أوجد سوقاً لعدادات النقود، وباتت موجودة في معظم المحلات التجارية والخدمية، ولها تجار وموردون ومكاتب وورش صيانة وغير ذلك.

هناك نوع آخر من فرص العمل جاءت على أثر قرارات حكومية صحيحة ولكن لبلد مستقر، منظومة بناه التحتية جاهزة، ففتح حساب لكل شخص يجري عملية بيع عقار أو سيارة أو غير ذلك، شرّع لوجود عشرات الأشخاص بجانب كل دائرة مالية أو عقارية يحملون موبايلات فيها رصيد مالي جيد يقدمون الخدمات مقابل مبالغ ليست بقليلة مستغلين حاجة الناس، وضيق الوقت، كذلك الأمر تقديم الخدمات عن طريق المنصات كمنصة الحصول على جواز سفر والتي يعجز الشخص عن دخولها ولّد معها مكاتب خدمات مقابل مبالغ كبيرة.

آخر القرارات تعميم خدمة الدفع الكتروني لكافة المعاملات والفواتير والخدمات بظل غياب للتجهيزات والنت وعدم امتلاك الناس لأجهزة الموبايل الحديثة، بعد مسلسل رفع رسومها الجمركية إلى أرقام تفوق كلفة تصنيعها وشحنها ونقلها، وهذا سيخلق فرص عمل جديدة.

فُرص العمل الجديدة الناتجة عن الأزمات والقرارات الحكومية غير المنسجمة مع الواقع والظروف ربما تدخل في حسابات الحكومة عندما تُعلن عن عدد فرص العمل التي تم تأمينها خلال العام الماضي وتُسجل ذلك في المجموعة الإحصائية للمكتب المركزي للإحصاء.

مقابل الفُرص المذكورة خسرنا عدداً كبيراً من خريجي الجامعات والأكاديميين والأطباء والمهندسين والحرفيين بسبب الهجرة، وخسر القطاع العام الكفاءات والخبرات المؤهلة والمدربة بسبب تدني الأجور وخطأ معايير مشروع الإصلاح الإداري.

المشهد العام لموضوع العمالة في سورية يعيش حالة من التخبط وفقدان التوازن والمعايير الاجتماعية، ولا بد من إعادة النظر بالقرارات والمعايير الحكومية لمواجهة مفرزات الأزمة وتجاوز التشوهات التي حصلت في سوق العمل بشكل منطقي واقعي مُنصف وليس بمنع الاستقالات أو الإجازات بلا أجر.

الدول والاقتصادات تبنى بالكفاءات والخبرات المؤهلة والمدربة، فكيف سنعيد البناء والإعمار في ظل فوضى سوق العمل وخسارة الكفاءات والخبرات؟.

آخر الأخبار
بينها سوريا.. بؤر الجوع تجتاح العالم وأربع منها في دول عربية سوريا تعزي تركيا في ضحايا تحطّم طائرة قرب الحدود الجورجية هدايا متبادلة في أول لقاء بين الرئيس الشرع وترامب بـ "البيت الأبيض" بعد تعليق العقوبات الأميركية.. "الامتثال" أبرز التحديات أمام المصارف السورية الرئيس اللبناني: الحديث عن "تلزيم" لبنان لسوريا غير مبرر الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات عبر مقذوفات قادمة من سوريا انعكاسات "إيجابية" مرتقبة لتخفيض أسعار المشتقات النفطية قوات أممية ترفع الأعلام في القنيطرة بعد اجتماع وزارة الدفاع   تخفيض أسعار المحروقات.. هل ينقذ القطاع الزراعي؟ رفع العقوبات.. فرصة جديدة لقروض تنموية تدعم إعادة الإعمار اليابان تعلن شطب اسمي الرئيس الشرع والوزير خطّاب من قائمة الجزاءات وتجميد الأصول من واشنطن إلى الإعلام الدولي: الرئيس الشرع يرسم ملامح القوة الناعمة 550 طن دقيق يومياً إنتاج مطاحن حمص.. وتأهيل المتضرر منها  الرياض.. دور محوري في سوريا من هذه البوابة محاكمة الأسد.. الشرع يطرح قلق بوتين وتفاصيل الحل   الشيباني إلى لندن.. مرحلة جديدة في العلاقات السورية–البريطانية؟ سوريا فرصة استثمارية لا تعوض الواقع الزراعي بطرطوس متهالك ولا يمكن التنبؤ بمصيره مجلس مدينة حلب يوقّع العقد التنفيذي لمشروع "Mall of Aleppo " تحذيرات أممية من شتاء قاس يواجه اللاجئين السوريين.. والحكومة تتحرك