الثورة – دمشق – ميساء الجردي:
تحت عنوان “الثقافة والاستعمار.. الصراع على الهوية” أقام الاتحاد الوطني لطلبة سورية والاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطيني بالتعاون مع مؤسسة أرض الشام ومؤسسة القدس الدولية مؤتمراً دولياً على مدرج جامعة دمشق.
تناول المشاركون في المؤتمر عناوين حول الصراع على الهوية، واختلاق إسرائيل لثقافة إمبريالية قائمة على التخيلات والتزوير و الأسرلة للتراث والمواقع التاريخية والدينية في فلسطين عامة وفي غزة خاصة، مشيرين إلى الحالة الاستعمارية التاريخية في المنطقة وصراع السرديات، ودور محور المقاومة في تفكيك هذه الروايات الإسرائيلية الكاذبة.
السفير الإيراني في سورية حسين أكبري تحدث في تصريحه للإعلاميين عن الحالة الاستعمارية في الشرق ومساعيه المستمرة منذ فجر التاريخ وحتى الآن في هدم علاقات وثقافات المنطقة ومحاولات عزلها وتجزئتها، مشيراً إلى وجود ثلاثة مستويات للاستعمار، إلا أن أكثرها خطورة وحداثة هو الاستعمار الثقافي الذي يسعى من خلاله العدو على طمس هوية المنطقة واستبدالها بهويات مزيفة.
وبيَّن رئيس اتحاد المؤرخين والآثاريين الفلسطيني عبد الرحمن المغربي عبر تقنية الزوم أن العروبة بمفهومها الواسع شكلت تعويضاً عن النكبة الفلسطينية ومنحت الشعور بالقوة، وأن قضية فلسطين كانت دائماً المعيار الحقيقي للانتماء. مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة التحرير مع الاحتلال وهي معركة وطنية وليست دينية أو طائفية أو تخص فلسطين وحدها.
عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية- رئيس مكتب الثقافة والفنون المهندس عمر الجباعي وجه التحية لكل الأبطال المقاومين الذين أعادوا للقضية ألقها وحضورها ونترحم على أرواح شهدائنا الأبطال وتضحياتهم التي نفتخر ونعتز بها، مبيناً أن المؤتمر يأتي في وقت تكثر فيه الصعوبات والتحديات التي تواجه هويتنا ومصيرنا، فالصراع على الهوية يتأثر بالعوامل التاريخية والسياسية، ويخلق تحديات مهمة أهمها قضايانا المصيرية القضية الفلسطينية ودعم واستمرار محور المقاومة ودحر الإرهاب وداعميه، والحفاظ على الهوية والانتماء والعروبة، كل ذلك يتطلب منا إعادة تموضعنا وترسيخ ثقافتنا ولغتنا في مواجهة التحديات والذوبان القادم مع الليبرالية الحديثة التي تستهدف الانتماءات والوجود وطمس الهوية وحرف بوصلة الصراع العربي الفلسطيني والعربي بشكل عام واللعب على المفاهيم ومنظومة القيم وغيرها وتوجيه وسائل الإعلام والسوشيال ميديا بكل أشكالها لتحقيق ذلك.
وأوضح رئيس مجلس أمناء مؤسسة أرض الشام باسل الدنيا أهمية المؤتمر من أنه يسلط الضوء على العلاقة بين الثقافة والاستعمار وأن تواجد “إسرائيل” في المنطقة ليس مجرد سيطرة سياسية واقتصادية وعسكرية فحسب، بل هي محاولة للهيمنة على العقول والهويات من خلال استخدام العدو مختلف وسائل القمع والتهميش والتشويه والتحريف لتحقيق أهدافه، مؤكداً على الدور الكبير الذي يقوم به محور المقاومة.
أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق الدكتور عقيل محفوض تحدث حول المقاربات الإسرائيلية لاختلاق ثقافات مشوهة في المنطقة العربية، لافتاً إلى أن الصراع اليوم هو صراع سرديات وأنماط وقيم ثقافية لدى الناس، وهو المشروع الذي بدأت العمل عليه “إسرائيل” بالتوازي مع عدوانها العسكري والاقتصادي، مشيراً إلى الدور الكبير لمحور المقاومة في تفكيك هذه السرديات التي بدأت تخسر موقعها عالمياً.
شارك في المؤتمر أكاديميون ودبلوماسيون ومفكرون، أكدوا عروبة هذه الأرض على مدى التاريخ وأن “إسرائيل” زائلة لا محالة.
السابق